كشفت صحيفة «اليوم السابع» المصرية أمس وثائق هامة للغاية حصلت عليها بعد اقتحام المتظاهرين لمقر جهاز أمن الدولة في مدينة نصر المعروف بين السياسيين باسم «غوانتانامو» وتتضمن تقارير تفصيلية حول الثورة المصرية. وحمل التقرير الخاص بالثورة المصرية عبارة «سري للغاية» ويرجع تاريخه إلى 10 فيفري 2011 أي قبل رحيل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن سدة الحكم في مصر بيوم واحد فقط. وتصف الصفحة الأولى الوثيقة بأن مذكرة «للعرض على السيد اللواء الدكتور/ مساعد أول وزير الداخلية ورئيس الجهاز بشأن الرؤية التحليلية لحالة الفوضى التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة». وبعد أن ذكر التقرير ما وصفه بحالة الفوضى العارمة التي اجتاحت البلاد بالتزامن مع مظاهرات 25 جانفي يقول التقرير «إن أسباب مظاهرات 25 جانفي ترجع إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اضطلعت بالاشتراك مع دول الاتحاد الأوربي بمشاركة النظام الصهيونى في وضع مخطط يستهدف اختراق المنطقة العربية والإسلامية وذلك لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على نحو يتناسب مع توجهات الكيان الصهيوني وذلك لافتقاد العالم العربي هويته القومية والإسلامية وإجبار شعوبه على التطبيع مع إسرائيل» ويزعم التقرير أن مجموعة دول ال8 الصناعية الكبرى وإسرائيل اعتمدت خطة لاختراق المجتمعات العربية والإسلامية بهدف خلخلة الأنظمة العربية واعتمدت في ذلك على انتشار الفساد وارتفاع معدلات البطالة وانعدام العدالة في توزيع الثروة وارتفاع الأمية. ويتهم التقرير دولة إيران و«حزب الله» وحركة «حماس» باستغلال روابطهم بعناصر جماعة الإخوان المسلمين بالداخل والعناصر البدوية المرتبطة بهم لمهاجمة المقرات الأمنية وعلى رأسها السجون لتحرير العناصر المعتقلة من المرتبطين بهم وسرقة الأرشيف ودفاتر التليفونات التي تحتوى على الهيكلة الكاملة لضباط الجهاز وأرقام هواتفهم المنزلية. ويقفز التقرير إلى ما قال إنه اعترافات وائل غنيم القائم على إنشاء وإدارة صفحة «كلنا خالد سعيد» حيث يقول التقرير إنه اعترف باطلاع أحد قيادات شركة غوغل الأمريكي من أصل يهودى ويدعى جيرارد كوهين بأمر إنشائه للصفحة المشار إليها منذ قرابة 6 أشهر لافتا إلى إن الأمريكي المذكور تردد على البلاد والتقى بغنيم يوم 27 جانفي ليلة مظاهرة جمعة الغضب وأضاف التقرير : «الأمر الذى يرجح معه أن تكون تلك الشركة غطاء لأعمال استخباراتية خاصة عقب توسطها لدى وزارة الخارجية الأمريكية لإخلاء سبيل االمذكور أبي غنيم على الرغم من كونه لا يحمل الجنسية الأمريكية». ويضع التقرير خطة لمعالجة أحداث ثورة 25 جانفي حيث يوصي بوضع خطة إعلامية سريعة بالاستعانة بالبرامج الحوارية لإبراز دور جماعة الإخوان المسلمين في المخطط الذي يستهدف مصر مع التأكيد على صدق نوايا المتظاهرين ومشروعية مطالبهم تجنبا لزيادة حالة الاحتقان بالشارع. ويرى التقرير أن استغلال التحقيقات التي ستجري من حبيب العادلي وزير الداخلية السابق لتوجيه اتهام مباشر لجماعة الإخوان المسلمين ومجلس شوراها باعتبارهم القائمين على إثارة الفوضى أثناء المظاهرات ومهاجمة مقرات وزارة الداخلية والسجون ومكاتب وفروع جهاز أمن الدولة وسرقة محتوياتها.