٭ بقلم: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي هي أصغر شهيدة في ثورة تونس، الرضيعة التي لم يتخطّ عمرها نصف العام، قضت في القصرين، فلم تحتفل ولم تشهد يوم الثامن من مارس، وهو الموعد السنوي الذي يحيي فيه العالم أجمع: اليوم العالمي للمرأة.. كان هذا هو الحدث المؤلم الذي عرفته القصرينوتونس... استبشر والداها بقدومها.. ولكن الشهادة منعتها من أن يؤرّخ لها التاريخ أن تشهد يوم 8 مارس... اليوم العالمي للمرأة... والدة الشهيد محمد البوعزيزي، التي غالبت أحزانها.. تقف اليوم ثلكى لتلتحق بصفوف أمهات الشهداء.. في فلسطين والعراق وفي كل أرجاء الوطن العربي... في مثل هذا اليوم، تستذكر «الحراير» اللائي دفعن بأبنائهن نحو المقاومة... والثورة... بكل صبر وجلد... حتى يحيا أبناء الوطن في عزّة وكرامة... تحية في هذا اليوم، للمناضلات العربيات، أينما كنّ، من أولئك اللائي كابدن الاستعمار.... وعانين ظلم الاعتقال والسجن من أجل الحرية والكرامة الوطنية والعزّة القومية... والعدالة الإنسانية... في مثل هذا اليوم، نستذكر صورة الفتاة التي تقدمت مظاهرة 14 جانفي بشارع بورقيبة والتي أطاحت بالدكتاتور، وهي لا شكّ، ستواصل النضال ومثيلاتها من أجل إسقاط الدكتاتورية... أم البوعزيزي أول شهيد، وأم «يقين» أصغر شهيدة لتونس الثورة... نستذكرهما اليوم... وقد نالتا من البطولة... والاستبسال الكثير... والصبر أكثر فأكثر... أم الشهيد محمد الدرة التي نالت منه نفس آلة الغدر ممّن تخندقوا ضدّ الثورة... وضدّ المقاومة... وضدّ أذيال الاستعمار والصهيونية... نستذكر نساءنا وكلّ نساء العالم، من المناضلات، ومرّة أخرى، نستثني من هذا اليوم... كل اللائي يحملن الاسم دون صفة... لا مكان لمن تسبّبت في الاحتلال... أو التعذيب أو القتل، في هذا اليوم... فيوم 8 مارس من كلّ عام هو احتفال بالمرأة... التي كابدت الظلم في أمريكا اللاتينية... والتي تعاني اليوم في العراق وفي فلسطين... وإلى كلّ نسائنا العربيات بدءا بالخنساء... ووصولا إلى «دلال المغربي» و«هدى عمّاش»... دون أن ننسى يقين الشهيدة... شهيدة ثورة 14 جانفي...