تستعد القوات النظامية الليبية لزرع الألغام حول منطقة «سرت» الساحلية الموقع الأكثر استراتيجية للنظام والثوار وحول مصفاة الزاوية البوابة الغربية للعاصمة طرابلس، فيما أكدت مصادر من بنغازي قصف الطيران الحربي لفندق الاعلاميين بالمدينةالشرقية وسط أنباء عن عزم القذافي لضرب مدينة «الزنتان» 120 كيلومترا غرب طرابلس بصواريخ غراد فيما لا تزال المعارك محتدمة بين قوات القذافي والثوار في أكثر من مدينة وبلدة شرقية وغربية. وذكرت صحيفة «ليبيا اليوم» المعارضة أن مصادر من داخل قاعدة «أمعيتيقة» أكدت لها عزم العقيد على تطويق «سرت» و«الزاوية» بالألغام لمنع تقدم الثوار تجاههما. وأضافت أن الثوار أسروا أمس أحد جنود القذافي الذي أكد لهم ان التعليمات العسكرية الصادرة لهم تقضي بضرورة استرجاع مدينة «الزاوية» قبل اليوم الاربعاء. وأشارت الى ان الاعتراف يفسر ضراوة الضربات العسكرية التي وجهها النظام الى الزاوية. هجوم مدفعي كاسح وأفادت مصادر إعلامية محلية أن كتائب العقيد شنت هجوما مدفعيا كاسحا على بلدة الزاوية وطوّقت البلدية من جهاتها الثلاث. وقال الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي إن الكتائب الامنية تتحكم في مداخل الزاوية وان الثوار قاوموا بشراسة القوات النظامية ودمروا 3 دبابات وقتلوا من عليها وهم يحاصرون قناصة انتشروا في بعض المباني. أما في مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، فأشارت مصادر محلية ان الكتائب الأمنية تحضّر لهجوم كاسح على المدينة لاستعادتها من يد الثوار. وفي «بن جواد» تحدّثت بعض المصادر عن سيطرة الكتائب الأمنية عليها فيما تحدّثت أخرى عن انسحاب تكتيكي من الثوار لتجنيب الاهالي إبادة جماعية. وفي مدينة «الزنتان» 120 كيلومترا جنوب غرب طرابلس سيطر الثوار على معظم أحيائها وتحافظ القوات النظامية على وجودها في تخومها ومحيطها. وقال فلوران مارسي مخرج الأفلام الوثائقية في «زنتان» إن المعارضة تسيطر على المدينة ولكن ثمة شاحنات تنقل راجمات صواريخ «غراد» حول المدينة. وأردف قائلا: إن كافة الأهالي يتوقعون هجوما عسكريا على «زنتان» بين الفينة والاخرى. وأشار الى ان نقصا كبيرا حاصل على كافة المواد التموينية والغذائية مستدركا بأن الثوار أعادوا الكهرباء والماء الى المدينة. بدورها شهدت بلدة «رأس لانوف» النفطية معارك عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي. ووصفت مصادر محلية هجمات قوات العقيد على البلدة ب«الكاسحة» مشيرة الى أنها أوقعت عشرات الضحايا بين القتلى والجرحى. وأصافت أن جل الضحايا أصيبوا بقذائف ثقيلة مما يفسر تناثر الأشلاء البشرية. وأردفت أن المستشفيات باتت عاجزة على مستوى الكادر الطبي والأدوية عن الاستجابة لعدد الضحايا ومداواتهم. قنابل على «الإعلام» وفي سياق متصل أفادت موفدة قناة «العربية» في مدينة بنغازي ان قنبلتين استهدفتا أمس فندقا يقيم فيه الاعلاميون الذين يغطون الاحداث في المدينة، ولم تحدد الموفدة بالضبط حجم الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالفندق والصحفيين. بدورها، نبهت مصادر مطلعة الى أن مصفاة «رأس لانوف» قد تواجه كارثة بسبب نقص اليد العاملة. وأردفت ان المصفاة معرضة لانفجار كارثي اذا لم يلتحق العاملون في قطاع السلامة والأمن والاطفاء لمساعدة زملائهم في العمل. وأضافت ان عمل المصفاة معرض للتوقف وعندها سيشهد كل المكان كارثة حقيقية. الجيش لم يدخل بعد من جهته، أكد الساعدي القذافي نجل العقيد الليبي أن والده لم يزج بجيشه بعد في المعركة ضد الثوار. وقال الساعدي : إن القائد أعطى تعليمات خاصة وان الجيش لا يتدخل الا لحماية الأماكن الحيوية ويكون جاهزا لرد التدخل الخارجي. وأضاف ان القذافي لا يمكنه التنحي كما يطالبه المعارضون لأن ذلك سيؤدي الى حرب أهلية. وأوضح ان القبائل كلها مسلحة وفيها قوات من الجيش الليبي.. والوضع خطير جدا من ناحية الحرب الاهلية الأمر الذي يفرض تدخل العقيد لتهدئة الخواطر واقناع كافة الأطراف بالجلوس لبناء المستقبل. وأشار الى ان الجيش تدخل حتى الآن لحماية الأماكن الحيوية فقط وتدخله في المعركة القائمة رهين كلمة واحدة من العقيد.