صعدت قوات القذافي أمس هجماتها الجوية والبرية على الثوار متمكنة من استعادة بعض المناطق الحساسة وسط أنباء عن تفجير مصفاتين من أهم مصافي النفط في ليبيا ميناء السدرة والزاوية فيما تحدثت جهات اعلامية عن دخول جيش الثوار لأول معركة بالمدفعية الثقيلة ضد الكتائب الأمنية. وواصلت كتائب القذافي قصفها أمس لبلدة رأس لانوف الساحلية وميناء السدرة الى الغرب من راس لانوف وشوهدت سحب دخان كثيف ترتفع في السماء من أماكن عديدة من السدرة بما فيها أحد خزانات النفط. حصار... ودمار وفي مصراتة يعيش السكان وسط مخاوف من هجوم وشيك لكتائب القذافي التي حاصرت المدينة من جهاتها الثلاث. وأكدت جهات ميدانية أن عناصر لواء «خميس القذافي» نجل العقيد تحاصر المدينة وتمنع عنها الدواء ومرور المواد التموينية. ونبهت الى أن الوضع الصحي والتمويني مرعب جدا والمدينة تشكو من نقص الأدوية والمعدات الطبية. وأضافت أن عددا غير معروف من «اللواء 35» الذي يقوده خميس ويحتمل أن بعضهم تحرك شرقا باتجاه مدينة «سرت» حيث من المنتظر اندلاع معارك ضارية في المدينة. كما جدت معارك ضارية بين الثوار والكتائب الأمنية للقذافي في العديد من المدن الأخرى حيث أوردت مصادر اعلامية متطابقة دك القوات النظامية لمدينة الزاوية بأكثر من 50 دبابة وآلية عسكرية مشيرة الى مقتل بعض أفراد كتائب القذافي في المعارك من بينهم لواء وعقيد. وأضافت أن قوات القذافي تمكنت من دخول البلدة ظهر أمس تحت وابل من الرصاص وتحت سقف جوي. وأكد مسؤول بمصفاة الزاوية اغلاق المصفاة تحت ضربات القوات النظامية. وتعد مصفاة الزاوية واحدة من اكبر المصافي الليبية حيث يبلغ اجمالي طاقتها الانتاجية 120 ألف برميل يوميا. وكانت المصفاة تعمل خلال أيام الثورة الليبية بنسبة 70% من طاقتها الانتاجية. وتحدثت جهات محلية عن تحول الزاوية الى مدينة «خراب» عقب تعرضها للقصف العسكري الكاسح. وفي الشرق هاجم الجيش الليبي مدينة «لانوف» النفطية المهمة بغرض استعادتها من الثوار حيث شن الطيران الحربي 4 غارات كاسحة على المدينة شملت أهدافا سكنية، مما أدى الى مقتل 5 أشخاص وجرح 30 آخرين. كما قصفت المدفعية الثقيلة الخط الأمامي لقوات الثورة على بعد بضعة أميال غرب المدينة وأظهرت صور تلفزيونية تضرر صومعة مسجد المدينة من القصف. حرب بالمدفعية الثقيلة وفي وقت لاحق، أوردت مصادر مطلعة دخول جيش الثوار وهو ما اصطلح على تسميته بالجيش الوطني مدينة بن جواد لمواجهة كتائب العقيد القذافي. وأشارت الى أن هذه المواجهة تعد الأولى للجيش الوطني فيما يخص استعماله للسلاح الثقيل. وأضافت ان كتائب القذافي استرجعت مدينة النوفلية وتمنع عنها حركة الدخول والخروج. من جهته قال اللواء عبد الفتاح يونس وزير الداخلية الليبي المستقيل ان الشعب الليبي لا يمكنه ان يصفح أو يتجاوز عما فعله العقيد القذافي في حقه وان يقبل بمنحه حصانة مقابل تنحيه. وناشد يونس المجتمع الدولي والجامعة العربية بضرورة الاسراع لفرض حظر جوي على قوات القذافي التي تقوم بقصف المدن الليبية بشكل مستمر. من جهته، قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ان المفاوضات مع النظام الليبي لم تجر بشكل مباشر وانما عبر مقترحات لحقوقيين مشيرا الى أن الليبيين قد يتنازلون عن ملاحقة القذافي اذا تنحى عن الحكم. من جانبه وضع النظام الليبي مبلغ أكثر من 400 ألف دولار مقابل القبض على زعيم المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل. بدورها قالت باريس ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل اليوم الخميس موفدين عن المجلس الانتقالي الليبي كما أكد وزير الخارجية البرتغال أنه سيلتقي مبعوث القذافي في العاصمة لشبونة