٭ بقلم: الأستاذ زاكي التليلي المحامي لدى التعقيب (سوسة) وبعد أستسمحك، بعد التحية اللائقة، أن أكتب لك رسالتي هذه بعد قراءتي لمقالك بجريدة «الشروق» العزيزة يوم الثلاثاء 8 فيفري الجاري تحت عنوان: الذراع الاعلامية ل «بن علي» أريدك أن تكون «حديث المدينة»! راجيا أن تكون رسالتي للمساندة (وأنت التي تستحقين أكثر من ذلك، وأنا من يعرف من هي فاطمة الكراي منذ أكثر من ثلاثين عاما)، مقترحا لرسالتي عنوانا، وأرجو أن لا يحرجك ذلك. منذ سنين وقرّاء «الشروق» الأوفياء ممن حملوا هموم هذه الأمة يقرؤون للصحفية الفذة الأخت فاطمة الكراي، حاملة سلاح القلم الصحفي والمناضلة من أجل أهداف سامية ترنو الى تحقيق أهداف أمتنا، من انعتاق من حبال الصهيونية والاستعمار (القديم والجديد) ومن حالفهم من الحكّام الملتفين على رقبة شعوبها وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، حتى تتبوأ الأمة مكانها الذي تستحق مع باقي أمم العالم، بل وأكثر من ذلك فطيلة سنوات طويلة من القهر والهزائم والهجمة الصهيونية الاستعمارية مع انبطاح حكّامنا، وحين تظلم الدنيا في وجوهنا ينبري قلم الصحفية الأخت فاطمة الكراي، كالشمس التي تبدّد الظلام، فتكتب وتحلل وتجمع المختصين حول موائد النقاش بالجريدة، وتسافر للمؤتمرات وتمدّ القرّاء بنتيجة الأعمال والآراء مما يجدد فينا الأمل والثبات على المبدإ، ديدنها طيلة سنين عملها القولة الراسخة: إن للظلم جولة وللعدل والحق صولات وجولات. والحق أقول، أنه وحين تخرج صحيفة الشروق عن خطها (مثل بعض الحملات على قناة الجزيرة، أو إصدار بيانات تندد بمعارضي النظام او الدعاية لأعمال ليلى بن علي) وينفر قرّاء «الشروق» من ذلك نعود مسرعين لجريدتنا بمجرد ان تكتب الصحفية فاطمة الكرّاي مقالا، وعندها يبقى الأمل فينا قائما من أن الجريدة لابدّ ان تعود الى خطها الذي خبرناه وعهدناه طيلة سنين عديدة. وبعد كل هذه السنين من النضال والفكر المستنير والعمل الصحفي الراقي وثابت الرؤية ينبري «قوّاد» (أعتذر عن استعمال هذا اللفظ) منتحلا صفة الصحافي، لينعت سيدته فاطمة الكراي بأنها من الأقلام التابعة لبن علي. ان ما ذكره هذا السفيه قد صدمني (وبعض إخواني من قراء جريدة الشروق) والصدمة ليس مصدرها من كتب ذلك، ونحن نعرفه وكل المدينة تعرفه، بل الصدمة متأتية من أن السفيه وفي هذا الزمن الأغبر لم يقدم لنا ولو جملة واحدة كتبتها الصحفية سيدته فاطمة الكرّاي تثبت زعمه، ونحن الشاهدين على وضوح رؤيتها ونبل أهدافها، لا جفّ قلمك يا أخت فاطمة فيما كتبتيه عن ذلك السفيه بمقالكم، والذي يكتب بماء العين، ويا ليت طلبة معهد الصحافة يحتفظوا به كوثيقة علمية يرجعون لها فهو مقال جمع فأوعى، وأهم درسين فيه: الأول عدم ذكر الشخص السفيه لا خوفا من قانون الصحافة، بل حتى يبقى بحجمه التافه، والثاني إحالة ما قام به من تعد على صحفية جليلة ومرموقة اسمها فاطمة الكراي الى المدينة ليبقى حديثها، وأنا إن كنت واثقا من أنك قد بلغت قمّة البلاغة في ردّك على السفيه (والشيء من مأتاه لا يستغرب) إلا أني أشك في فهمه لبلاغة ما كتبتيه في حقه. لا جفّ قلمك يا أخت فاطمة حتى يبقى لنا دائما شعلة الأمل في هذا الشعب وهذه الأمة، إلا أن الطريق لازالت طويلة، والعقبات كأداء وكثيرة ومنها تطهير ميدان الصحافة من أمثال من أردتيه أن يكون «حديث المدينة»، وسوف يكون كذلك بإذن الله. وفقك الله وأدام صحتك، ولا جفّ قلمك يا فاطمة الكرّاي، ولا نامت أعين «السفهاء». والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.