باتت عودة البطولة قريبة جدا ولن تتأخر كثيرا مهما كانت نتيجة الاجتماعات والمشاورات الجارية بين كل الجهات وحتى نذكر قرّاءنا الكرام بالمرحلة التي سبقت توقف نشاط البطولة عدنا الى أهم ما ميّز الجولات الفارطة وفي هذا التقرير أهم ما ميّز الفترة التي سبقت ثورة الشباب والتي خلّصتنا من النظام السابق وما تبعه. عرفت الجولات (14) الماضية عشرين حالة فوز للضيوف وهو رقم كبير لكن هناك (5) فرق من مجموع (14) لم تحقق الفوز خارج ملاعبها وهذه النوادي هي النادي الافريقي على عكس العادة ومستقبل المرسى وقوافل قفصةوحمام الأنف وشبيبة القيروان بينما ظلّ الأولمبي الباجي هو النادي الوحيد الذي لم ينتصر على أرضه في المقابل فإنه حقّق فوزا مفاجئا في سوسة ضد النجم الساحلي. نتيجة تاريخية الفوز بنتيجة هدف لصفر هو أكثر النتائج تكرارا حيث تحقّقت هذه النتيجة في (29) مرة خلال الجولات الماضية (21) مرة للفرق المحلية وفي ثماني مرات للنوادي الزائرة. أغرب النتائج هو ذلك التعادل الذي حصل بين النادي الافريقي وقوافل قفصة في الجولة الثانية عشرة عندما اضطرّ كل حارس مرمى أن يلتقط الكرة من قلب مرماه في أربع مرات والنتيجة غير مسبوقة وكرتنا ليست متعودة على مثل هذه النتائج. غياب الحصانة خليل شمام جمع ثلاثة انذارات وهذا لم يحصل خلال المواسم التي كان فيها والده رئيسا للجنة التحكيم لكن حكامنا بعد خروج والده أصبحت لهم «الشجاعة» فرفعوا له ثلاثة انذارات في خمس جولات حيث أنذره ياسين حروش في الجولة (8) ثم يوسف السرايري في الجولة العاشرة وإلياس سويدان في الجولة (12) وهذا يؤكد أن شمام لم تعد له حصانة لدى الحكام. ماذا أصاب الافريقي؟ عرف النادي الافريقي حالة من التسيّب والانحلال غير المسبوق عبر حصوله على خمس ورقات حمراء.. كما أن جماهير النادي الافريقي عوقبت في ثمانية لقاءات واستفادت بذلك الرابطة ب(11) ألف دينار. الافريقي اضطرّ مرة ليلعب دون حضور جماهيره وأكيد أن التجاوزات التي حصلت تتحملها كل الأطراف من الهيئة الى اللاعبين والجماهير. مشاغبون في الملاعب هناك ستة لاعبين كل منهم جمع ستة انذارات كامل خلال مرحلة الذهاب والرقم كبير والحقيقة تقال.. وهؤلاء هم وليد المسعودي حمام الأنف وشاكر البرقاوي من النادي الرياضي الصفاقسي واسكندر مجبورة وأيمن السلطاني من حمام سوسة وشاكر الرقيعي ونافع الجبالي من الترجي الجرجيسي. والأمل أن يدرك هؤلاد أن فرقهم تحتاجهم أكثر من أي وقت مضى وأن الكرة ليست احتجاجات. عقوبة الانذار الثالث أكثر النوادي تضرّرا من عقوبة الانذار الثالث هو الأمل الرياضي لحمام سوسة حيث لاحظنا أن الانذار الثالث طالت هذا الفريق (11) مرة بالتمام والكمال يليه الترجي الجرجيسي وعوقب له ثمانية لاعبين فالترجي التونسي ومستقبل المرسى وكلاهما عوقب له سبعة لاعبين ثم النادي الرياضي الصفاقسي والأولمبي الباجي وكلاهما ظهرت الورقة الصفراء للاعبيه في ست مرات ثم قوافل قفصة وهو أقل النوادي تضرّرا من عقوبة الانذار الثالث حيث كانت هناك عقوبتان فقط للاعبيه. السلطاني بطل الانذارات يبدو أن مهاجم حمام سوسة والأولمبي الباجي ومستقبل القصرين والنجم الساحلي سابقا والنادي الافريقي الآن أيمن السلطاني لا يعرف ما هو المطلوب منه كمهاجم فالوافد الجديد على الحديقة «أ» سجل (16) هدفا مع النوادي الأربعة التي لعب لها.. لكن عدد انذاراته كان أكثر من المعقول والمقبول.. فهذا الموسم له ستة انذارات أما في الموسم الماضي فقد حلّ في المركز الأول وبدون منافس وجمع عشرة انذارات. ثمانية أجانب ثمانية لاعبين أجانب عوقبوا بالانذار الثالث ومايكل اينرامو كالعادة موجود فهو من هواة الانذارات كما أنه لاعب يسجل الاهداف أيضا لكل الفرق. دياكيتي لاعب جرجيس هو الآخر مشاغب من الدرجة الأولى مثل سيلا من النادي البنزرتي وموندمو ألاكسيس من النادي الافريقي رغم أنه لم يلعب مقابلات كثيرة وأيضا أوسينغا من النجم الساحلي وكامارا ابراهيما لاعب الأولمبي الباجي وثنائي مستقبل المرسى بوبكر طامبادو وغريكو ديدي ليبري. «الشيخ» المشاغب من بين اللاعبين الذين طردوا في مرحلة الذهاب وكان عددهم كبيرا جدا نلاحظ أن أكبر هؤلاء هو الحارس الشيخ حمدي بيوض حارس أمل حمام سوسة وهو من مواليد سنة 1973.. أما أصغر هؤلاء المشاغبين فهما ظهير النادي الافريقي بلال العيفة ومتوسط دفاع شبيبة القيروان محمد علي اليعقوبي وكلاهما من مواليد سنة 1990 وإن كان ظهير النادي الافريقي أكبر من خلال بعض الأشهر وهو صاحب خبرة بما أنه يلعب منذ مواسم مع الفريق الأول. أفضل سلسلة أفضل سلسلة من الانتصارات كانت للترجي التونسي حيث حقق سبعة انتصارات متتالية بين الجولتين الثانية والثامنة وهذه السلسلة توقفت في الجولة التاسعة وتحديدا في مباراة الأجوار حيث انتهى «الدربي» بالتعادل بهدفين في كل شبكة.. لكن بفضل تلك البداية ظلّ الترجي في المقدمة رغم تراجع نتائجه بعد نهائي دوري الأبطال. ثورة الصغار عديد النتائج غير المتوقعة حصلت هذا الموسم أو لنقل «ثورة الفرق» الصغيرة ضد الكبيرة بالميزانية والتاريخ والجمهور وأشياء أخرى. الأولمبي الباجي حقق فوزا مهما ضد النجم في سوسة ومستقبل قابس رغم أنه صاحب المركز الأخير فإنه هزم الترجي التونسي كما انتصر ترجي جرجيس على الافريقي في العاصمة والطريف أن هذه الانتصارات تحققت بالنتيجة ذاتها. للتاريخ «الفوز الأعرض والهزيمة الأكبر» هذا ما يمكن أن نقوله عن انتصار النجم الساحلي وهزيمة الترجي التونسي في الجولة الافتتاحية لمرحلة الإياب بملعب سوسة الأولمبي فهذه النتيجة لم يسبق أن حصلت في منافسات الفريقين على امتداد مبارياتهم الكثيرة والعديدة كما أن بطولة هذا الموسم لم تعرف انتصارا بهذه النتيجة حتى الجولة الماضية. حكم المرحلة الأولى الحكم محمد سعيد الكردي كان واحدا من أفضل الحكام في مرحلة الذهاب ليس لأنه كان شاهدا على هزيمة الترجي الكبيرة في سوسة ضد النجم بخماسية بل لأن الحكم المذكور كان صارما وغير متسامح مع كل الذين خرجوا عن القانون فهو أطرد كلاّ من العياري (الملعب التونسي) والصالحي (النجم) والرواتبي (الشبيبة) والسويسي (الافريقي) وثنائي النادي الصفاقسي عباس وبن صالح بالاضافة الى المدربين فوزي البنزرتي (الترجي) ولويغ (الملعب التونسي).