يبدو أنه وطالما أن قوى الجذب الى الوراء وجيوب الردة يعبثون منذ 14 جانفي وقبله وأيضا منذ حل التجمع الدستوري الديمقراطي بقرار قضائي صادر صبيحة يوم الاربعاء الماضي دون أن يكون لهم أي كان بالمرصاد فإن الأوضاع لن تهدأ ولن تستقرّ سيما وأن حادثة المتلوي التي اعتقدنا أنها انتهت تأججت من جديد وخلّفت وراءها ضحية لا ذنب لها في أي شيء وكانت بالقرب من منزلها حسب جيرانها وبعيدة عن ساحة المعركة أكثر من (3) كلم... هذه الضحيّة وحسب المقربين منها واسمها سامية رابح سقطت إثر نخر جسدها بطلقة رصاص عسكرية طائشة ومن الطائرة التي كانت تجوب سماء المدينة لتبقى الأسباب غامضة والتأويلات كثيرة خاصة إذا علمنا أن المعركة بالحجارة المتناثرة هنا وهناك وساحتها القريبة من قصر الرئيس المدير العام لشركة الفسفاط المهجور ومن منزل «المعتمد» والقريب أيضا من الطريق الرابطة بين المتلوي وأم العرائس تعتبر بعيدة عن منزل هذه الضحية التي تقطن بين حي الثالثة والمزيرعة وبالتالي فإن الجدل يبقى مستمرا حتى وإن أكد عديد العقلاء أن المطالبة كانت فورية بمحاسبة الجاني أو الجناة وإبعاد الطائرة العسكرية التي استعملت الرصاص الحيّ وفي مكان بعيد عن مسرح «المعركة». ومن جهة أخرى فإن الضحية تعززت بثانية حيث بعد سامية رابح ذهب الشاب عامر ذياب ضحية رصاص بندقية صيد تضخم الحديث حولها وحول حمل السلاح ولو للدفاع عن النفس وخاصة في مثل هذه الفترة الحساسة التي اعتقد فيها الجميع أن مبادئ وقيم الثورة راسخة في العقول... وحسب مصدر مطّلع فإن الانفلات الأمني مازال متضخما في مدينة المتلوي وخاصة في ظل غياب التعزيزات الكافية التي تستطيع السيطرة على الأوضاع بالأساليب المعمول بها قانونيا ودوليا. قد تكون الفتنة التي علّق من ورائها أحدهم «منشورا وهميا» يشير الى النّسب التي سيتحصل عليها كل «حي» أو تجمع سكني أو «عرش» وبالأحرى كل «عرش» وذلك على مستوى التشغيل هو السبب الرئيسي في كل هذا في «اصطدام» قاطرة وحدة أبناء المتلوي بجدار فرقع ما ناضل من أجله الكثيرون ورفع الأقنعة عن المتعلقين بعباءة رداءة «العروشية» ولكن أن تصل الوضعية الى نتيجة لسقوط الضحايا فتلك مسألة أخرى على «الحكومة المؤقتة» بوزارة داخليتها ووزارة دفاعها وبكل أطرافها أن تراجع المسألة وتبحث عن المتسبّبين والمخالفين لكل الأعراف والقوانين والذين يبقون من أعداء الثورة من الذين لا يستحقون الا المحاسبة مهما كانت أحجامهم ومستوياتهم كما لابد من محاسبة الذين استغلوا الظرف وأججوا نيران الرصاص الحيّ واستغلوا نفوذهم ليذهب عامر وسامية ضحيتين لا ذنب لهما الا لأنهما يعيشان في مدينة المتلوي التي شهدت معركة تحولت الى «حرب» داخلية وربما «عروشية» إن لم نقل «طائفية»؟؟!!