لئن كان يعتقد الجميع ان الانفراج حصل بعد استجابة شركة الفسفاط لممثلي المعتصمين حول مسألة التشغيل فإن البعض الذي لا يستطيع العيش الا في بوتقة التناحرات والصراعات ولا يحلو له مقام الا حين يرى أبناء المنطقة الواحدة يتخاصمون وفي انشقاقات مستمرة بعيدا عن الصفاء والتلاحم والتكامل والانسجام حيث شهدت المدينة وتحديدا بالقرب من «البرج» مقر ادارة شركة الفسفاط ومقر الاتحاد المحلي للشغل خصومات ومعارك أسفرت عن سقوط بعضهم جرحى ومصابين وذلك بسبب فتنة أرادها البعض لتشوّه المكاسب التي حققها أبناء المدينة في نضالهم من اجل الحصول على شغل يعيد الأمل لأكثر عدد ممكن من المعطلين عن العمل. هذه الفتنة التي أشعل نيرانها المغرضون الذين لا يحبّون المتلوي ولا الوطن ككل وكانت المكاسب قد أقلقتهم وربما آلمتهم كثيرا لاعتقادهم أنه لا يمكن لغيرهم الفوز بتلك المكاسب التي حققها كل أبناء المدينة على مختلف شرائحهم وأحجامهم ومستوياتهم وخاصة من المعطلين عن العمل. ويذكر ان أحدهم وهو «مجهول» علّق ورقة في أكثر من مكان وفضاء تتضمن نسب الأحياء وأيضا «العروش» (وللأسف.. ولكنها مازالت حقيقة مثل هذه الكلمة ونحن نعيش الثورة وفي سنة 2011) وذلك على مستوى التشغيل وهو ما أثار احتجاج مختلف الأطراف التي اتصلت بالادارة ب«البرج» لاستجلاء الأمر قبل حصول «المعركة» بين أفراد من هنا وهناك وذلك في شكل نزعات ضيقة ونعرات مقيتة وهو ما جعل الجيش وبالاشتراك مع الأطراف الأمنية يتدخل بسرعة ويعزز صفوفه لمحاولة تفريق المجموعات وتبديد هذه المعركة المجانية التي يشجبها المثقفون من مدينة المتلوي والمدركون ان مثل هذه المعركة التي تسببت فيها فتنة وإن لا تعكس حقيقة وعي ونضج أبناء هذه المدينة فإنها تبقى وصمة عار على من أشعل فتيلها وتترجم تخلّفه سواء كان من أبناء العهد البائد او من الذين غذّوا الفتنة وما تخلّفه من اشاعات وأراجيف وأكاذيب. وبشكل وبآخر فإن العقلاء وبعد ان استتبّ الأمن سيلومون كل من ساهم في ترويج الفتنة او من دخل المعركة ايمانا منهم ان المتلوي تبقى عريقة ومدينة الشموخ والنضال والصفاء والانسجام والتروّي.