من المنتظر أن تؤدي السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، زيارة الى تونس خلال الأيام القريبة القادمة لتختتم بذلك جملة من الزيارات التي قام بها مسؤولون أمريكيون سامون الى بلادنا، انطلقت بعد أيام من قيام الثورة في تونس بالسيد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، ثم بحلول السيدين جون ماكاين وجوزيف ليبرمان عضوا الكنغرس بالعاصمة وأخيرا بزيارة السيد ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية. ولا شك أن المتأمل في هذه القائمة يلحظ وللوهلة الأولى ثقل أسمائها وتأثيرها الكبير في سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تعدّ هذه الأسماء، إمّا من أصحاب القرار أو من المؤثرين الجدّيين فيه. وأما عن اختصاصاتها فهي متعدّدة، إذ هي تتراوح بين الديبلوماسية والاقتصاد والأمن والتشريع. وهي حتى في هذه المجالات شخصيات نافذة، فماكاين وليبرمان هما أبرز الوجوه في الكونغرس. وبيرنز هو وجه قديم في وزارة الخارجية كلف بمسؤوليات معقدة ودقيقة. وكذلك فيلتمان الذي يعدّ بدوره اختصاصيا في شؤون العالم العربي. وإذا كان هذا الأخير اكتفى خلال زيارته الى تونس بلقاءات رسمية، فإن عضوي الكونغرس اللذان مكثا 3 أيام بين ظهرانينا، قد تقابلا مع أطياف سياسية ومدنية ومنظماتية من مختلف التوجهات، وأنصتا إليها، وسجلا ما دار معها. وكذلك فعل بيرنز لكن في دائرة أضيق ومع نخب أهم. وكل هذا يعكس بلا أدنى شك أهمية خاصة توليها الولاياتالمتحدةالأمريكيةلتونس، على الرغم من أن تونس ليست بلدا بتروليا أو استراتيجيا أو مؤثرا على السياسات الأمريكية. ولكنه مقابل ذلك ظلّ منذ الاستقلال وخلال مختلف العهود يعد البلد الصديق والمعتدل والبلد الذي قطع أشواطا هامة في عدّة مجالات ومنها المرأة والتعليم. والأهم الآن أنه البلد الذي فجر أول ثورة في المنطقة العربية في مطلع القرن الواحد والعشرين، واعتمد من ضمن وسائلها الأنترنت وأوقدها بطريقة مدنية سلمية. زيارة السيدة هيلاري كلينتون سوف تكون تتويجا لكل الزيارات السابقة وسوف تؤسس بلا شك لجديد في العلاقات التونسيةالأمريكية وهي من الأهمية بمكان.