أطلق الزميل الصحفي حسن المانسي أحد الرؤساء السابقين لجمعية الصحافيين التونسيين مبادرة «من أجل مجلس وطني للنهوض بالصحافة التونسية» وعرضها للحوار على عموم الصحافيين وكل مكوّنات المجتمع المدني والمهتمين بتطوير المشهد الاعلامي الوطني. وجاء في هذه المبادرة ما يلي: أبرزت ثورة 14 جانفي المجيدة بما لا يدع مجالا للشك تطورا ايجابيا في وعي المواطن التونسي جعله يطمح الى تغييرات جذرية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أبرزت فشل السياسة الاتصالية والاعلامية التي كانت متبعة الى حدّ الآن والتي كانت ترتكز بالأساس على الاحتكار والتزييف بدعوى خدمة المواطن وتحقيق التنمية. وقد بلغ فشل السياسة الاعلامية المتبعة قبل اندلاع الثورة الشعبية ذروته عندما طالبت الجماهير الشعبية بوضع حد لسياسة التزييف والمغالطة ووضع أسس متينة لاعلام حر ونزيه. ويشكل قطاع الاعلام والاتصال المجال الرئيسي لتكريس حرية التعبير عموما وحرية الصحافة على وجه الخصوص. وسعيا إلى المساهمة في تحقيق ما يصبو إليه المواطن التونسي من ضرورة ارساء مشهد اعلامي جديد يقطع مع رواسب الماضي أسلوبا وممارسة ورموزا ويكرس حق كل التونسيين جميعا في اعلام حر ومتنوع ونزيه. يتعين تأسيس «مجلس وطني للنهوض بالصحافة التونسية» يعمل بالخصوص على وضع الخطوط العريضة لسياسة جديدة في مجال الاعلام والاتصال تتمحور بالأساس حول: تأكيد حق المواطن التونسي في إعلام شامل ومتنوع ونزيه ضمان حق كل تونسي في التعبير عن رأيه دون قيد ولا شرط حفز الابداع الاعلامي بكل مكوناته وتوفير المتطلبات اللازمة لاصدار الصحف والمجلات وبعث الاذاعات والتلفزات اعتماد حق الصحفي في الوصول بكل حرية الى مصادر الخبر وتبليغه بأمانة الى الرأي العام. وضع الأطر القانونية والترتيبية والمؤسساتية اللازمة لتكريس وحماية حرية الرأي والتعبير والصحافة. يمكن أن يضم المجلس ممثلين من أصحاب المهنة والجمعيات والمنظمات ومكونات المجتمع المدني. تنطلق الأعمال باجتماعات قطاعية بالصحافيين (صحافة مكتوبة، مرئية، مسموعة، الكترونية، وكالة..) تكون مشفوعة بملتقى شامل تنبثق عنه استراتيجية مستقبلية للاعلام. مقترحات للنهوض بقطاع الاعلام والاتصال بعث مجلس وطني مستقل للاعلام والاتصال، يحل محل المجلس الأعلى الحالي. يضم ممثلين عن المهنة وعن المجتمع المدني وعن مختلف الأطياف السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية، وتعهد له مهمة رسم الخطوط العريضة للسياسة الاعلامية والاتصالية تأطير ومواكبة نشاط القطاع خاصة على مستوى وسائل الاعلام العمومية السهر على تقديم الدعم المادي اللازم لوسائل الاعلام التي هي في حاجة الى ذلك ضمانا للتعددية الاعلامية ولديمومة هذه الوسائل. بعث مرصد وطني لحرية التعبير تحت اشراف المجلس الوطني يسهر على ضمان احترام حرية التعبير والصحافة ومراقبة الاخلالات والانزلاقات ويتولى هذا المرصد اعداد تقارير دورية ومقترحات عملية لتكريس هذه الحرية وحمايتها. اعادة هيكلة وكالة الاتصال الخارجي لتصبح هيكلا يعمل تحت اشراف المجلس الوطني ويتم تكليفه بتسهيل عمل ممثلي الصحافة الأجنبية المعتمدة بتونس والوافدين عليها لتغطية الأحداث الهامة التي تشهدها البلاد، والسهر على توزيع الاشهار العمومي بين مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية مع ضمان التوزيع العادل والمتساوي دون اقصاء أو تمييز. إعادة هيكلة المركز الافريقي لتكوين ورسكلة الصحافيين والاتصاليين وضمان تمثيلية المهنة صلب هياكل تسييره خاصة من أجل حسن اختبار مضامين عمله التكويني استجابة لحاجيات القطاع وتطلعات الصحافيين. ويتولى المجلس الوطني للاعلام والاتصال وضع ملامح هذه الهيكلة الجديدة. وضع وتطبيق نظام هيكلي وقانون اطار لمؤسسات الاعلام التي تفتقر الى ذلك. الاسراع بفتح مكاتب لوكالة تونس افريقيا للأنباء في الخارج تشريك الصحافيين العاملين بمختلف وسائل الاعلام في رسم ملامح العمل الصحفي اليومي عبر مجالس تحرير تجتمع بصفة دورية ويتولى المجلس الوطني متابعة انجاز هذه المهمة. وضع مجلة جديدة للصحافة تقطع نهائيا مع السياسة الاعلامية المنتهجة إلى حدّ الآن وتضع الأسس الصحيحة لتكريس حرية الرأي والتعبير والصحافة. تنقيح الفصول الواردة في مجلة الشغل والمتعلقة بتوصيف الصحفي المحترف حتى تواكب تطور قطاع الاعلام ومتطلبات الثورة الرقمية. العناية بالجانب المادي والاجتماعي للصحافيين التونسيين وتمكينهم من كل مقومات العيش الكريم. بعث مركز وطني مستقل لسبر الآراء. هذا وقد بدأ السيد حسن المانسي في عرض مبادرته على بعض الاعلاميين والمهتمين بالاعلام وتلقى مقترحات من الأستاذ عبد الكريم الحيزاوي جاء فيها: التعمق في خصوصيات ومحتوى وطرق عمل الصحافة المسموعة والمرئية والصحافة الالكترونية. إعادة هيكلة وإصلاح نظام التكوين القاعدي للصحافيين على مستوى معهد الصحافة وعلوم الاخبار احكام تنظيم مساعدة الدولة لصحافة الرأي والصحافة السياسية. التعمق في بحث وضعية الصحافة الصفراء