كشفت العملية الاستشهادية المزدوجة التي وقعت مؤخرا في بئر السبع بجنوب فلسطينالمحتلة حجم فشل الامن الاسرائيلي في مقابل تطور الاداء الامني لفصائل من المقاومة الفلسطينية كما هو الحال بالنسبة الى الجهاز العسكري لحركة «حماس» في الخليل الذي عجزت المخابرات الصهيونية عن اختراقه. وكانت كتائب عزالدين القسّام هي التي تبنت العملية المزدوجة في بئر السبع وهي التي جندت منفذيها الشابين، نسيم الجعبري وأحمد القواسمة وكلاهما من ابناء الخليل. فشل اسرائيلي... نجاح للمقاومة وفي وقت سابق كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية نقلا عن ابن عم الاستشهادي نسيم الجعبري ووالدته زينات، ان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «شين بيت» الذي يجند عملاء فلسطينيين، حاول تجنيد الجعبري لكنه فشل بينما نجحت كتائب القسام في ضمه الى بعض خلاياها في الخليل. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان ال «شين بيت» سعى الى تجنيد نسيم الجعبري قبل حوالي شهر حيث استدعاه احد ضباط هذا الجهاز. لكن الاستشهادي نسيم أبلغ حركة «حماس» بهذه المحاولة ثم نجحت الحركة في اقناعه بالمشاركة في العملية الاستشهادية في بئر السبع. وقال عم الجعبري ان الاسرائيليين عرضوا على الاستشهادي ان يوفروا له بطاقة مغناطيسية تتيح له الدخول بحرية الى الاراضي المحتلة عام 1948 لكنهم ضغطوا عليه في الوقت نفسه كي يصبح عميلا حيث هددوه بنسف منزل عائلته اذا لم يقبل بالعرض. وفي النهاية انطلق نسيم مع رفيقه احمد القواسمة ونجحا في الوصول الى بئر السبع. وأثبتت العملية المزدوجة في هذه المدينةالفلسطينيةالمحتلة عام 1948 ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تواجه مشكلة حقيقية حين تسعى الى اختراق الجهاز العسكري لحركة «حماس» في مدينة الخليل التي تخضع للاحتلال المباشر. وعلى الرغم من الوجود الدائم لجيش الاحتلال الاسرائيلي والعملاء في الخليل فشلت اجهزة الامن الاسرائيلية في منع منفذي العملية الاخيرة من مغادرة المدينة بل انها لم تشك اصلا في ان هذين الاستشهاديين ينتميان الى احدى الخلايا الضاربة ل «حماس». وقال مسؤول امني فلسطيني ان كتائب القسام تنشط بشكل سري للغاية في مدينة الخليل خوفا من الاحتلال وعملائه ولا تقوم باستعراضات عسكرية خلافا لما يحدث في مدن اخرى كي لا يتم اكتشاف انشطتها. وعلى الرغم من اغتيال العديد من قادتها الميدانيين في الخليل (خصوصا من عائلة القواسمة) لم يضعف الجهاز العسكري لحركة «حماس» في الخليل حيث يتم العمل في اطار خلايا صغيرة لا تدمج مع بعضها. ووصف المسؤول الامني الفلسطيني جهاز الامن ل «حماس» بالمتطور جدا مؤكدا انه يصعب فعلا اختراقه. وتمكن الجهاز العسكري للحركة حتى من كشف عملاء للاسرائيليين في الخليل كما يعترف بذلك احد هؤلاء العملاء في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية. وقال العميل (السابق) الذي اعلن «التوبة» وسلم نفسه الى الامن الفلسطيني ان «حماس» خيرته بين العمل لصالحها وتنفيذ ما تريد وبين الموت. لكن هذا العميل السابق الذي جنده الاسرائيليون قبل 5 سنوات «هرب» الى الامن الفلسطيني حين طلبت منه «حماس» تنفيذ عملية استشهادية. صواريخ وشهداء وعلى الميدان، وبعد سقوط 4 شهداء وعشرات الجرحى في دير البلح اول امس اثناء الاجتياح الاسرائيلي للمدينة، ردّت المقاومة الفلسطينية أمس بقصف مدينة «سديروت» اليهودية جنوبي فلسطينالمحتلة. وأعلنت لجان المقاومة الشعبية ان مقاتليها اطلقوا صاروخين على هذه المدينة. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الصاروخين سقطا قرب مدرسة دون وقوع اصابات او اضرار حسب تلك المصادر. وفي شمال قطاع غزة الذي اطلق منه الصاروخان استشهد صباح امس فلسطيني برصاص الجنود الصهاينة. وكان الشهيد يحمل على الارجح قنبلة انفجرت حين اصيب بالرصاص وفق مصادر فلسطينية واسرائيلية. وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي أنه فتح النار على شخصين تسللا الى منطقة محظورة واقتربا من السياج قرب معبر «المنطار». وحسب مصدر عسكري فقد كان الشهيد ينوي تنفيذ عملية فدائية وهو ما أكدته حركة «حماس». وفي وقت لاحق استشهد الفتى منير السندي (17 عاما) في حي تل السلطان برفح اثر اصابته برصاص جنود الاحتلال في حين اصيب اخر بجروح خطيرة.