هدد أمس الصهاينة باستهداف سوريا لتصفية قادة حركة «حماس» بدعوى أنهم أصدروا الأوامر إلى منفذي العملية الفدائية المزدوجة في بئر السبع التي خلفت أول أمس عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين... وغداة هذه العملية التي أثارت ابتهاج آلاف الفلسطينيين، استنفر الكيان الصهيوني أجهزته الأمنية تحسبا لضربات أخرى. ومباشرة بعد الهجوم الفدائي المزدوج الذي تبنته كتائب عز الدين القسام بدأت حكومة شارون التحضير لموجة جديدة من الاغتيالات ضد قادة حركة حماس من سوريا على وجه التحديد. مقدمة للتصعيد وقال مصدر حكومي إسرائيلي أن عملية بئر السبع تحمل بصمات قيادة «حماس» في دمشق زاعما أن الأوامر تأتي من العاصمة السورية في حين أن القرارات المتعلقة بالتنفيذ تتخذ داخل الأراضي الفلسطينية. وأضاف المصدر ذاته أن أي حاجز جغرافي لن يوقف ملاحقة المقاومينوقادتهم. وتابع ان اسرائيل تذكر سوريا بأن صبرها بدأ ينفد على الرغم من أنها لا ترغب في تصعيد التوتر على الحدود اشمالية. وفي سياق التحضير لاعتداءات من هذا النوع زعمت وسائل اعلام عبرية أن رئيس المكتب السياسي ل»حماس» خالد مشعل يقف وراء العملية. وادعى محرر الشؤون الفلسطينية في يومية «يديعوت أحرونوت» أن الشيخ ابراهيم حامد القيادي الميداني في «حماس» المطارد منذ سنوات في الضفة الغربية هو الذي تلقى على الأرجح الأوامر من مشعل. وبعد عملية بئر السبع كان شارون نفسه قد هدد بتصعيد كبير ضد الفلسطينيين. ووجه أمس قائد الجيش الإسرائيلي موشي يعالون بدوره تهديدا الى سوريا ولبنان. وقال يعالون على اسرائيل أن تتعامل مع هؤلاء الذين يدعمون الارهاب سواء كانوا أطرافا في السلطة الفلسطينية أو عناصر من حزب الله أو مواقع قيادة للإرهاب تعمل في دمشق بموافقة سوريا. وأضاف أن القوات الصهيونية ستستمر في استهداف المقاومين الفلسطينيين على كل المستويات. وكان الطاقم الأمني الإسرائيلي الذي اجتمع الليلة قبل الماضية قد قرر تكثيف الاعتداءات على الخليل التي انطلق منها منفذا العملية المزدوجة. وقامت أمس قوات الاحتلال بهدم منزلي الفدائيين نسيم الجعبري وأحمد القواسمية تمهيدا لتصعيد أكبر في المدينة يشمل عمليات اغتيال ضد عناصر المقاومة. وذكرت وسائل اعلام عبرية من جهتها أن شارون يريد أن يثبت لحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» من خلال التصعيد المقبل أن الانسحاب المفترضة من غزة ليست نتيجة لعمليات المقاومة. رعب من ضربات المقاومة وتحسبا لضربات أخرى في الأراضي المحتلة عام 1948 استنفر أمس الكيان الإسرائيلي أجهزته الأمنية على نطاق واسع وقال المتحدث باسم شرطة الاحتلال أن قوات الأمن وضعت في حالة تأهب متقدم بعد عملية بئر السبع وبسبب بدء العام الدراسي الجديد. وشملت التعبئة 1300 شرطي على الاقل انتشروا في القطاعات المحاذية للضفة الغربية. وكان حوالي 20 ألف فلسطيني يحملون رايات «حماس» وصور الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي قد شاركوا الليلة قبل الماضية في مسيرة حاشدة في شوارع غزة ابتهاجا بعملية بئر السبع. وقذف مشاركون في المسيرة بالحلوى في الهواء ورددوا أهازيج وطنية مؤكدين في الوقت ذاته تضامنهم مع الأسرى المضربين عن الطعام. وفي الجهة المقابلة سيطرت أمس مشاعر الخوف والحزن معا على الاسرائيليين. وعلى الميدان تجددت أمس الاعتداءات الصهيونية في قطاع غزة فيما كثفت قوات الاحتلال حملات الاعتقال والاقتحامات في الضفة الغربية.