قد لا يحتاج المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة إلى ديباجة للتعريف به فهذا الفني ترك بصمة واضحة صلب النادي الإفريقي عندما قاده لإحراز لقب البطولة الوطنية خلال موسم 20072008 بعد أن احتجبت عدة سنوات عن خزائن النادي وجماهيره التي حافظت على احترامها وحبها لهذا الرجل حتى بعد أن غادر حديقة منير القبائلي وإن ترديد الجماهير الحمراء والبيضاء لمصطلح «فريق الشعب» وهي التسمية التي أطلقها عبد الحق على فريق «باب الجديد» أكبر شاهد على تعلقها به. «الشروق» حاورت عبد الحق بن شيخة المدرب الحالي لمنتخب الجزائر وفتحنا معه عدة مواضيع تخص الإفريقي والمنتخب الوطني والثورة التونسية فكان لنا معه الحوار التالي: لم تزر تونس منذ مدة أليس كذلك؟ صحيح وأنا في انتظار أن تتوفر الفرصة مثل أن تكون هناك راحة حتى أحضر إلى تونس حيث سأزور الأصدقاء والأحباب وأتنقل في بعض الجهات صدقني إني في شوق كبير لكن ظروف العمل اليومي تشغلني على ذلك لكن مرة أخرى أقول إنني سآتي متى سنحت الفرصة بذلك وأتمنى أن يكون ذلك قريبا جدا.. أكيد أنك تابعت الأحداث التي مرت بها ثورة تونس؟ هذا طبيعي، وأحمد الله أن الخسائر لم تكن كبيرة وأتمنى الآن أن يكون الاهتمام بما هو مفيد للبلاد والعباد أي أن يفكر كل شخص في حاضر ومستقبل تونس وأن يحاول كل مواطن أن يقوم بدوره وواجبه خصوصا وأنني أتابع الأخبار اليومية وأشعر أن هناك غيرة ورغبة من خلال كلام الناس في مختلف وسائل الإعلام لأجل إعادة كل شيء إلى حالته الطبيعية. كيف تقيّم نتائج المنتخب التونسي للمحليين؟ لا بد من تحية وتهنئة المنتخب بلاعبيه وجهازه الفني وكل المسؤولين على ما قدموه من تضحيات ومردود ممتاز وخاصة الحصول على اللقب ففي الظروف التي ذهب فيها المنتخب التونسي إلى السودان لم يرشحه أحد للعودة باللقب لكن التركيز والعزيمة وحب الفوز جعل المنتخب يحقق ما هو مطلوب مع تدرج في النتائج من مباراة لأخرى حتى النهائي فالمنتخب التونسي نال استحسان الجميع في السودان. هل هناك من لاعب لفت انتباهك في المنتخب؟ أولا اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي كما أن هناك أكثر من لاعب برز مثل السويسي وعبد النور والمساكني وخاصة زهير الذوادي اللاعب الذي برز بانتظام مردوده وتسجيله للأهداف حتى أنه كان واحدا من أحسن الهدافين ثم إنه نال لقب أفضل لاعب في الدورة بالإضافة إلى هدفه الجميل ضد الكونغو حيث عوّل على مهارته وسُرعته في تحقيق هدف الفوز الوحيد. تعيين سامي الطرابلسي على رأس المنتخب الأول؟ أفضل اختيار للمنتخب التونسي هو تعيين مدرب وطني فهو لاعب دولي سابق نجح مع المنتخب وحصل على كأس إفريقيا للمحليين في ظروف صعبة وتقريبا دون تحضيرات وكان من الطبيعي أن يتم تعيينه على رأس المنتخب الأول وهي فرصة لأهنئه وأتمنى له النجاح لأن المدرب الوطني هو بكل تأكيد أفضل من جلب مواطن أجنبي بعقد مالي كبير دون أن يحقق أي شيء والتجارب تشهد على ذلك في النوادي أو حتى في المنتخب. هل من نصيحة للمدرب سامي الطرابلسي؟ ما أطالب به هو أن يسانده الإعلام وتقف معه الصحافة خصوصا وقد أثبت كفاءته في ال«شان» وسامي الطرابلسي هو مدرب طموح لعب في المنتخب ولا ينقصه الآن إلا المساندة والتشجيع من الجامعة والصحافة خصوصا وأن حصوله على لقب كأس إفريقيا للمحليين قد جعل كل اللاعبين يثقون في قدرته على النجاح وتحقيق النتائج المطلوبة للمنتخب الأول. وهل تتابع البطولة التونسية؟ أتابع الأخبار ومن مصلحة الجميع أن يستأنف النشاط وهذا في صالح الفرق والمنتخب فموسم أبيض سيكون بلا فائدة على الجميع أتمنى أن يتحمل كل طرف مسؤوليته وأن تتعاون كل أطراف اللعبة من رؤساء ومسؤولين في الجامعة وأحباء النوادي حتى يعود نشاط الكرة في القريب فالمنتخب سيكون أمامه تظاهرات وكذلك أربعة نواد تمثل تونس علىالمستوى القاري. والنادي الإفريقي هل مازلت تتابعه أم هو بعيد عن العين بعيد عن القلب؟ أنا محبّ ومشجع لهذا الفريق الذي قضيت فيه فترة ممتازة من مسيرتي كمدرب ولا تزال لي علاقات مع عديد الأشخاص وأنا على اتصال دائم بهم ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا يغضب البعض، لكن النادي الإفريقي يظل في القلب وأطالب «شعب» الإفريقي بأن يقف مع ناديه ويساند الهيئة الجديدة حتى يحقق الفريق ما يصبو إليه وهو العودة للألقاب. لو تحدثنا عن المنتخب الجزائري ومباراته الهامة ضد المغرب؟ تنتظرنا مباراة أولى ضد المنتخب المغربي ثم تكون هناك عودة ضد نفس المنافس والمنتخب الجزائري مطالب بالنجاح في المقابلتين حتى يحقق كل أهدافه ونحن نتابع الآن البطولات الأوروبية وعديد اللاعبين الجزائريين كما أن الباب مفتوح أمام اللاعبين المحليين وسوف تكون لنا تمارين وتحضيرات استعدادا للمقابلات التي تنتظر منتخبنا وأتمنى من الله أن يوفقنا ونتمكن من الترشح والوصول إلى نهائيات أمم إفريقيا. المهاجم التشادي إيزيكال كان ينشط في الجزائر ما رأيك فيه؟ هو مهاجم مهم للنادي الإفريقي وهو قوي بدنيا وفنيا أتمنى أن يندمج بسرعة مع المجموعة وبما أنه لاعب هدّاف فسوف يشكل مع الذوادي والمويهبي خطّا هجوميا قويا. إيزيكال مهاجم هدّاف بالرجلين والرأس يمتاز بطول القامة والقدرة على استغلال الفرص وأتمنى أن يتعود على أجواء الفريق بسرعة حتى يمكن له أن يقدم ما هو مطلوب. نتائج الإفريقي كيف تحكم عليها؟ النتائج لم تكن في المستوى نتيجة تغييرات عديدة للأجهزة الفنية ومرض رئيس النادي واحتجابه ثم تمت الانتخابات كلها عوامل أضرت بالفريق وجعلته لا يحقق النتائج المطلوبة رغم امتلاكه للاعبين ممتازين فمثلا لاعب مثل وسام يحيى وزنه كبير في الفريق وهو لاعب مؤثر جدا وقادر على تسجيل عديد الأهداف وعندما أشاهده أستغرب كيف أصبح بعيدا عن مستواه رغم يقيني من جديته إلا أنه لم يجد الأرضية اللازمة ليتألق والإفريقي بإمكانه العودة وما أطالب به اللاعبين هو ضرورة إعطاء كل ما عندهم فوق الميدان لأن المويهبي والذوادي ويحيى قادرون على تحقيق الانتصارات المتتالية. الإفريقي والنجم والصفاقسي والترجي كلها بمدربين تونسيين ما رأيك؟ أعتقد أنه قرار سليم فالمدرب الوطني أحسن للاعب التونسي من مدرب أجنبي يأتي إلى البلدان العربية وهو عاطل ولا يبحث إلا عن الكسب المادي.. فنبيل معلول ونبيل الكوكي وقيس اليعقوبي ومنذر كبير كل هؤلاء قادرون على تحقيق النتائج المطلوبة لفرقهم وأتمنى لهم النجاح والتوفيق تماما مثل سامي الطرابلسي على رأس المنتخب الوطني لأن في نجاح هؤلاء بداية لجيل جديد من المدربين التونسيين.