احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة مساء السبت الفارط عرضا موسيقيا أمنته فرقة البحث الموسيقي حيث عاش الجمهور على وقع أغان ثورية ووطنية. فضاء المسرح البلدي اكتظ بالجمهور وكان جله من الفئة الشبابية حيث استمتع بحفل موسيقي امتد قرابة الساعتين ونيف من الزمن. وبعيدا عن البهرج والديكور فقد كانت البساطة تغلب على جل أعضاء الفرقة كما الشأن لخشبة المسرح لكن وفي المقابل فقد تم تقديم باقة من الأغاني النخبوية تفاعل معها جل الحضور بإحساس مرهف أحيانا وبحماسة أحيانا أخرى حتى أنه ردد مع الفرقة جل الأغاني لنتذكر بدورنا أحد عروض مارسال خليفة في ذات صائفة بمهرجان قرطاج...فالتشابه كان جليا بين عرضه وعرض فرقة البحث الموسيقي التونسية التي تنم عن حرفية تامة أمنها قائد الفرقة نبراس شمام الذي استطاع تأمين الحفل سواء بالغناء أو بالعزف حتى أن الحضور كان يمتثل لطلباته في عديد الأحيان عند طلبه لمسائل تنظيمية.. «ضميني وبلّي ريقي» و«يا شهيد» و«هيلا هيلا يا مطر»...وغيرها من الأغاني التونسية بالاضافة الى أغان شرقية بعثت الحماس وجعلت الجمهور يتفاعل بكل حماسة وتحول البعض الى ترديد شعارات نضالية... ومجمل القول إن الحفل كان رائعا والذي لم يعهده فضاء المسرح البلدي الذي لم يعهد تلك الفئة من الجمهور لكن ورغم نجاح الحفل إلا أن هيئة فضاء المسرح قد شهدت بعض الهنات لفئة من الجمهور الذي اتخذ من الكواليس فضاء للعشق لولا تدخل جل الساهرين على ذلك الفضاء وهيبته كرمز من رموز الساحة الثقافية في تونسنا العزيزة.