هل قلبت الألوان «الفيستة» حتى اللون يعني نقيضه تماما؟ لست رساما، ولكني أعرف الألوان وأدرك بعضا من مغازيها. ما جرني الى الحديث عن الألوان هو أن الشارع السياسي عندنا اليوم هو أكثر من أن يكون قزحي الألوان، ومن حق أي فرد من الشعب ان يختار اللون الذي يريده ويحبه ويرضاه ما دامت الألوان السياسية «على كل لون يا كريمة». وربّي أنعمت فزد ولكن العلّة في ا لأمر هو فقدان اللون للونه. وإلا بماذا نفسر القول بأن السنة الدراسية والجامعية في المنظور الجماعي هي سنة بيضاء تقريبا في حين أنها تبدو سوداء أي انها الى السواد أقرب منها الى البياض. دعنا من نظرتنا الى هذا الموسم بالأبيض والأسود لنتحول الى نظرة بالألوان. لماذا يصرّ الفنيون الفلاحيون على أن هذا العام الزراعي هو عام أخضر في حين أن المزارع الذي يرعى الزرع يوميا بعينين مفتوحتين ويسقيه بعرق جبينه وهو صابر صبور يؤكد أن العام أزرق أزرق وأنه فيه يغرق... يغرق... يغرق في رسالة من تحت «الطوب» طبعا كلنا يتحدث عن الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها فبربكم من رآى منكم يوما خطا أحمر محترما فليدلني عليه وأجره عليّ شكرا وامتنانا لعلّه يكذبني في اعتقادي في أن كل الخطوط الحمر عندنا أصبحت خضرا تماما كعشب الملاعب عرضة للركض والدوس والعفس. في المركاتو السياسي والكل يلوّن والكل يتلوّن والكل يتغنى بالشفافية وهو صادق لأنه مهما تلوّن سيبقى لا لون ولا شكل ولا طعم له. أعرف من الطيور بومزيّن والخضير والحمريت، ولعشاق الألوان والتلوين والتلون أقول مهما ملكتم من غرائز الحرباء في التلون فبومزين يبقى بومزين. والخضّير يبقى خضّيرا والحمريت يبقى حمريتا حتى وإن كان في نظر البعض عفريتا أزرق زرقة العام في نظر المزارع في رسالته من تحت «الطوب».