ما أكثر الأحزاب حين تعدها ويشاع أن عددها قد يتجاوز الستين حزبا هذه الايام في بلادنا والعديد من هذه الاحزاب مرشحة لأن تنجب أحزابا. وإذا كان لكل حزب لونه فإن السؤال يبقى مطروحا على المعهد الأعلى للفنون الجميلة هل أن عدد الألوان المعروفة من أبيضها الى أسودها مرورا بمشتقاتها كفيل بأن يغطّي حاجيات هذه الأحزاب أي أن يكون لكل حزب لون ينفرد به دون سواه يلبسه جبّة في الاعراس الانتخابية يوم ينادي المنادي «انتخبوا على كل لون يا كريمة». ولكن هل أن اللون الواحد يكفي للحزب الواحد والحال أن أكثر من واحد في الحزب الواحد لا يمارس السياسة الا بالألوان ويجيد التلوّن ويفوز فيه على أي حرباء في غابات الأمازون أو جبال الأطلس ولونه الوحيد أنه لا لون له ولا غرابة ان كان لسانه في هذه الساعة كيس فحم قاتم السواد وتحول بعد حين الى صندوق أقلام زينة شعشاعة الألوان حسب الطلب. صدقوني واغفروا لي غباوتي ان كنت غبيا أو جنوني إن كنت مجنونا أنني في كل الحوارات التلفزية هذه الأيام ما رأيت سوى مدجنة وما سمعت سوى «سردكة» بالألوان طبعا. رأيت أكثر من «سردوك» يدعي أنه مستقل ولا لون له وهو ينفش «كوكتاله» أي ذيله الملون «على كل لون يا كريمة» أحد هؤلاء تنازل من عليائه «السردوكية». وانتصب أمامي وهو كثور «الكريدا» الذي لا يرى من الألوان إلا الأبيض والأسود سائلا: هلا تمر السنة الدراسية الحالية سنة بيضاء؟ فأجبته: كل ما أراه الى حد الآن هي سنة سوداء رغم ما توفر لنا من أقلام الزينة ب «الطزينة».