الوطن مبدأ شريف لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أي كان شكلها أو نوعها ففي ظل الوطن يتمكن الشعب من التفاعل والتلاحم الطبيعي انطلاقا من تمسكه بأهدافه ومن شعوره بالانتماء الى وحدة اجتماعية متماسكة متميزة بالعقيدة الاسلامية لتحقق الممارسات البنّاءة والحياة الحرة الكريمة. والوطن بمفهومه هذا ولاء لله وعلى ذلك كان حب الوطن من الايمان والدفاع عن الوطن دفاع عن العقيدة والتخلي عن الوطن هو تخل عن العقيدة وهكذا الوطن ليس شعارا غامضا مهزوزا في ضمير الانسان ولكنه عقيدة تتجسد سلوكا وممارسة وعملا وأهم معايير الوطني يتمثل في الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله باعتبار ذلك قيمة المصلحة العليا للوطن وعقيدته وأي تبعية خارجية مادية او فكرية او إلتزام تنظيمي يعتبر خيانة واضرارا بمصلحة الوطن العليا وإخلالا بالوطن والاستفادة من كل نافع ومفيد من تجارب الآخرين من أفكار وحضارة العصر. فالوطن ممارسة وعمل يحتم على الشعب الاعتماد على النفس وأن يكون نابعا من عقيدة الشعب المعبرة عن ارادته ومحضر اختياره لتسود الثقة بين الشعب والدولة. المعيار الأول يتمثل في التمسك بأهدافه وتجسيده فكرا وسلوكا في المحافظة على النظام وارساء قواعده وأسسه والالتزام به قولا وعملا والوفاء لشهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بحياتهم عبر مراحل النضال الوطني والذين فجروا الثورة وحموها بأرواحهم ودمائهم. المعيار الثاني يتمثل في الحفاظ على الوحدة الوطنية والابتعاد عن التعصب وغيرها من العصبيات التي تمزق الوحدة الوطنية وتضر بمصلحة المواطن والوطن والوحدة الوطنية هي القوة التي تواجه بها كل المخاطر التي تهدد كياننا واستقرارنا وسيادتنا الوطنية في تونس.