اتّصل بنا السيد أيمن الحكيمي الذي اعتصم صحبة سبعة آخرين من خريجي الجامعات بمقر وزارة التربية، وكشف حيثيات الايقاع بكهل تم ايقافه مؤخرا بتهمة التحيّل على الراغبين في ايجاد عمل بوزارة التربية، وكيفية نصب كمين له، بسوق المنصف باي بمساعدة من رجل أمن. وكانت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة نشرت مؤخرا خبرا، تعلق بايقاف كهل بتهمة التحيل على خرّيجي الجامعات والراغبين في ايجاد عمل بالاطار التدريسي التابع لوزارة التربية. اعتصام ومساومات وللكشف عن تفاصيل حيثيات الايقاع بالكهل، اتّصل بنا السيد أيمن الحكيمي، وهو خرّيج العلوم القانونية، وأفادنا أنه اعتصم بمقر وزارة التربية صحبة سبعة من خرّيجي جامعات آخرين، خلال المدة المتراوحة بين 5 و16 فيفري الماضي، ومنذ تاريخ 6 فيفري دخلوا في اضراب جوع، لطلب تشغيلهم، لكن لم يجدوا الا التهميش لوضعيتهم ومطالبهم. وأفاد عن تعرّضه وزملائه الى إهانات من بعض مسؤولي الوزارة، وهناك من عمد الى اعتماد أسلوب المساومة، وذلك بالاتصال ببعض المعتصمين وحثّهم على فك اعتصامهم مقابل تشغيلهم، على أن يشجّعوا زملاءهم الاخرين على فكّ اعتصامهم بدورهم، لكنهم رفضوا هذا الاسلوب في المساومة. كما أفادنا السيد أيمن الحكيمي أن وزير التربية مرّ من أمامهم في مناسبتين ودعا مسؤولي الوزارة الى ايجاد حلول لهم، لكن دون جدوى ودام اضراب الجوع ثمانية أيام انهار اثرها احد المعتصمين لينقل الى المستشفى ولام السيد أيمن الحكيمي مسؤولي الوزارة على عدم الاتصال بأي طبيب ليعالج المضربين عن الطعام. ولم يخف محدّثنا وجود مسؤولين شرفاء بالوزارة تعاطفوا معهم وساندوا شرعية مطالبهم، لكنه اتهم مسؤولا بالوزارة بكونه وقف حاجزا أمامهم وأن الوزارة مكّنتهم من وثيقة تثبت اعتصامهم. إيقاع بالمتحيل ويواصل السيد أيمن الحكيمي حديثه لنا حيث أفاد بأن فتاة خرّيجة جامعة، تحدثت الى زميل لها من المعتصمين وأفادت أن كهلا تعرفه من قبل وعدها بتشغيلها مقابل 10 آلاف دينار، ومكّنته سابقا قبل الثورة من مبلغ مالي، وأنه اتصل بها وضرب لها موعدا بسوق المنصف باي، لتمكّنه من مبلغ ألف دينار فاتفق المعتصمون على نصب كمين محكم له. ورووا الأمر على مسامع أعوان الجيش الوطني وأعوان أمن يعملون أمام مقر وزارة التربية بالاضافة الى أعوان مركز الشرطة بالقصبة، وتطوّع عدد من المعتصمين للتظاهر ببيع علب السجائر والأكياس البلاستيكية أمام سوق المنصف باي. وتطوّع رجل أمن لمساعدتهم على نصب كمين للكهل، حيث وصل على متن سيارة مرسيدس عند الموعد المحدد، وصعدت الفتاة الى جانبه وتم تصويره عن بعد، حيث أظهر للفتاة ملفا أخضر كبير الحجم، وبعد الحديث مع الفتاة وتصفّح الملف أعاده الى مكانه داخل السيارة، ثم نزل منها وتوجّه الى محل تجاري، حيث مكث هناك مدّة من الزمن ثم عاد الى سيارته فتوجّه نحوه عون الأمن وطلب منه تمكينه من بطاقة هويته فسلّمه إياها، واستأذنه عون الأمن في تفتيش السيارة وكان يعلم مسبقا مكان اخفاء الملف، فتولى حجزه بالاضافة الى قلم فاخر، به كاميرا فاعترف الكهل الذي ادّعى أنه مقاول في البناء بأنه يتعامل مع شخص آخر، أوقع به بدوره. كما بيّنت التحقيقات لاحقا، أن الملف المحجوز كان عبارة عن ادارة الموارد البشرية لوزارة التربية «متنقلة» وبه كل انتداباتها وهويات المنتدبين وأرقام هواتفهم وبطاقات تعريفهم. وأضاف محدّثنا السيد أيمن الحكيمي، أن سيارة مجهولة صدمته ليلا بباب سويقة ونقل اثرها الى المستشفى، كما شدّد على عدم حماية أي شخص مهما كانت مسؤوليته بوزارة التربية وأثبتت التحقيقات علاقته بعمليات التحيل والسمسرة، في انتدابات الوزارة. وختم محدّثنا بالقول بأن لا هم له وزملاءه سوى اعادة ثقة الشعب في الادارة وشفافيتها مرددا العبارة الشهيرة للزعيم الشهيد فرحات حشاد «أحبّك يا شعب».