.. وأخيرا عادت الحياة للعاصمة من جديد بعد أن كادت تغرق في الفوضى والازدحام وبعد أن بدأ زوّارها يهجرونها من فرط ذاك المشهد الذي أرهق العيون وأتعب النفوس. لكن ومع انبلاج فجر أول أمس ظهرت شوارع العاصمة بحلّة جديدة ابتهج لها كل تونسي وتنفس هواءها النقي من جديد. هذا المشهد الذي استفاق عليه روّاد العاصمة يحسب للأمن الوطني الذي اجتهد في استعادة هيبة المدينة ونضارتها دون خسائر تذكر. فبعد أن استغل مجموعة من الباعة الظرف الذي تمر به البلاد وانتصبوا في كل شارع وفي كل نهج من العاصمة. ممّا أفسد واجهة البلاد أعطت وزارة الداخلية في المدة الأخيرة مهلة لهؤلاء لحمل متاعهم الى الأماكن المخصّصة لعرض بضائعهم.. وقد استطاع الأمن الوطني فضّ هذا الاشكال دون إلحاق الضرر بأي من الباعة ممّن امتنعوا عن مغادرة شوارع العاصمة وهو ما يعيد الثقة في الأمن الذي طالما سعى الى حماية هذا الوطن من المخرّبين المفسدين وهو ما يؤكد أيضا هيبة المؤسسة الأمنية التي تبقى دائما من حماة هذا الوطن. ولعلّ الروح التي عادت الى العاصمة من جديد خير دليل على ذلك، فعندما غاب الأمن عمّت الفوضى وعمّ قانون الغاب والبقاء للأقوى وهو ما استنكره كل وطني يشعر بانتمائه الى هذا الوطن، لكن لا شيء يزعزع هذه المؤسسة الأمنية التي أثبتت أنها جديرة بحماية هذه البلاد وتأكد الجميع أن دولة دون مؤسسة أمنية قوية تحتكم للقانون لا يمكن أن تُقام.