كغيره من فرق الرابطة الأولى وجد فريق عاصمة الجنوب نفسه مرغما على الركون لحالة البطالة الكروية بعد أن تكرّر العد التنازلي لأكثر من مرّة في انتظار موعد مجهول طال ترقبه. ارتدادات هذه البطالة المطوّلة ضربت الفريق على مستوى الحالة المادية كما هو شأن بقية الفرق الأخرى التي تقف عاجزة أمام ثنائية شحّ المداخيل وتضخم المصاريف. أمام هذه الوضعية المادية وبغية تخطيها وتجاوزها دخلت الهيئة وحسب مصدر مسؤول في اتصالات مكثفة وفي اجتماعات دورية مع كل الأطراف الفاعلة والمؤثرة في صلب الفريق في حركة دؤوبة ترمي إلى تأمين حد أدنى يمكن الفريق من الخروج بأخف الأضرار قبل عودة النشاط. لا مفرّ من العودة السريعة هذه العودة هي مطلب كل الفرق تقريبا ولمسنا إصرارا واضحا من هيئة ولاعبي ال«سي آس آس» وأكد لنا نائب الرئيس عماد المسدّي هذه الرغبة الملحّة في مباشرة النشاط لعدة اعتبارات لعل أهمها الحفاظ على المستوى الفني والارتقاء به بالموازاة مع انتشال الفرق من تدهور الحالة المادية وكذلك بث الروح في الجسم الرياضي من جديد علاوة على إعادة الحياة لطبيعتها في البلاد. مسؤولية مشتركة وعن قدرة المشرفين والمسؤولين على تنظيم اللعبة وتأمين الملاعب أثناء المباريات وضّح المسدي: «لسنا خائفين من العودة بقدر ما نحن مستبشرين بها ونعوّل في ذلك على وعي الجميع ولكن هذا لا يمنعنا من أن نكون متيقظين ولا يوجد طرف بعينه تلقى على كاهله هذه المهمة فعلى كل الأطراف تحمّل مسؤولياتها فللأمن دوره الفعّال ولنا مهمة تأطير اللاعبين الذين على غرار الحكام عليهم الشعور والتقيّد بمسؤولياتهم التي لا تقل أهمية عن مسؤولية ودور الجماهير وبتكاتف كل هذه الأطراف لا نتوقع إلاّ أن تمرّ الأمور بسلام ويصبح من السهل تجنّب كل ما من شأنه أن يعكّر الأجواء». قضية امبيلي: إلى متى ستطول؟ ومن المسؤول؟ صعود سهم ليلو إمبيلي بتلك السرعة عجّل بمغادرته ال«سي آس آس» إلى الهلال السعودي ورغم أنه لم يمكث غير شهرين اثنين بصفاقس إلا أنه ولعدة سنوات بقي الغائب الحاضر ليفتح ملفه في أكثر من مناسبة ويبدو أنه لم يحن بعد موعد إغلاقه حتى صار على عتبات ال«فيفا» في الوقت الذي أكد فيه كثيرون أن الأمور ما كانت لتبلغ هذا الحد لو تم التقيّد بالالتزامات المادية في حينها خاصة أن صفقة انتقاله آنذاك درّت على خزينة النادي مبلغا محترما. مفاوضات قد تأتي بالجديد حسب المسدّي أيضا فإن الاتصالات جارية مع مسؤولي الفريق الجنوب الإفريقي أورلاندو بيراتس قصد التوصّل معه إلى حل وسط وعدم الذهاب إلى أبعد من ذلك في هذه القضية على أن المفاوضات مازالت جارية ولم تصل بعد إلى نهاياتها. طرف خاص وحالة استثنائية عن إمكانية تعثّر المفاوضات والخطوات التي قد يقدم عليها نادي أورلاندو قال المسدي: «لقد تقدمنا بمطلب إلى ال«فيفا» لمراعاة الظرف الخاص الذي تمر به البلاد في جميع قطاعاتها وبالأخذ بعين الاعتبار الصعوبات المادية التي تمر بها النوادي التونسية ومن بينها فريقنا جراء تبعات الفترة الحالية ولا نظنّ أن الفيفا لن تستجيب وتتفهم صعوبة الظرف وخصوصية المرحلة». صعوبات مادية لا غير عن التقصير وسوء التصرف الذي شاب أداء مسؤولي الفريق في هذا الملف عبر التهرب من التزامات لا مفر منها والأطراف التي تتحمل مسؤولية تمطيط وإطالة عمر هذا الملف أجاب نائب الرئيس: «أؤكد من موقعي أن هذه القضية لا يتحملها شخص بعينه ولا هيئة من الهيئات المتعاقبة وإنما هو ناجم عن المشاكل المالية للفريق ويترجم بوضوح الصعوبات المادية التي ما فتئت تلاحق ال«سي آس آس» في المواسم الأخيرة والتي جعلت هذا الملف مفتوحا ومؤجلا ولم يتم بعد الحسم فيه».