قضية الساعة في المشهد الرياضي التونسي الآن هي اللاعب المالي ادريسا كوليبالي الذي يتنازع عليه كبيرا الكرة التونسية النادي الافريقي والترجي التونسي وكل ناد منهما يشير أحباؤه بأن كوليبالي من نصيبه في حين أن الثابت والأكيد أن لا هذا ولاذاك حسم امر انتداب هذا اللاعب لأن الميركاتو الصيفي لا يفتح أبوابه الا في جويلية القادم وساعتها فقط تصبح العقود رسمية أما ما قبلها فهو هراء وكلام للاستهلاك الاعلامي لاغير ليس هذا المهم وإن كان عكس تخبط ادارات نوادينا وضحكها على ذقون جماهيرها لكسب ودها لا غير. فالمهم هو ما سيترتب عن هذا السباق المحموم من ترفيع في تكلفة انتداب هذا اللاعب في وقت تعيش فيه نوادينا على وقع أزمات مالية طاحنة فمتى تفهم هذه الهيئات أن «الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه...» خاصة اذا كان لنا هنشير زيتون وليست زيتونة وحيدة فقط ينتظر ...الماء ...ليزهر ويعطي ثمرة !!! ومتى تفهم هذه الهيئات أن الوقت قد حان لتسير حسب طاقتها ولتمد أرجلها حسب ما توفر لها من كساء؟ وأخيرا متى تتدخل السلط للضرب بحزم على أيدي هذه الهيئات متى لا تلقي بأموال طائلة في المجهول في حين أن العاطلين عن العمل بالآلاف فاتحين أفواههم في انتظار لقمة تقنع بالفتات مقارنة بما يناله كوليبالي وغيره ممن تتكالب عليهم أنديتنا لمجرد «العناد» والتسيير الاستعراضي!! «ما بالطبع لا يتغيّر» يقول أشقاؤنا المصريون في نقد من لا تتحسن أحواله رغم تحسن الظروف من حوله«نهيت ما انتهيت والطبع فيك غالب...» هذا المثل ينطبق على الحكام التونسيين الذين ثبث بعد تكرر أخطائهم ومجاملاتهم للأندية الكبيرة وحساباتهم المفضوحة أن العيب فيهم ولا أمل في اصلاحهم على الأقل في المدى القريب لأن التحجج سابقا بالضغط المسلط عليهم ونفوذ البعض والخوف من الجمهور إلى غير ذلك من الترهات التي صدعوا بها رؤوسنا والدليل أن ذوي النفوذ غابوا وضغط المسؤولين لم يعد موجودا والجمهور لا يحضر المباريات فمن يخافون اذن؟ ربما قد يخافون من ظلالهم لذلك تكاثرت أخطاؤهم! ال «سي آس آس» في خطر منذ شهور عديدة حددت الفيفا للنادي الصفاقسي آخر مهلة لتسوية وضعيته مع نادي أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي حول مستحقاته من صفقة بيع ليلومبيلي والمقدرة بحوالي نصف مليار من مليماتنا وإلا فإن القانون واضح وهو انزال فريق عاصمة الجنوب إلى الدرجة الثانية لكن رغم ذلك لم يحرك أحد ساكنا لايجاد حل لهذه المعضلة في حين أن المتسبب فيها مازال قريبا من النادي كما أن الحل أوضح من شمس الصيف في عز الظهيرة وهو فتح حسابات الفترة التي تم فيها التفريط في ليلومبيلي لنعرف أين ذهبت الأموال المخصصة لنادي أورلاندوبيراتس أم أن مصلحة الأشخاص أقوى من مصلحة ال «سي آس آس».