درس من نوع خاص قدّمه تلاميذ المعهد الثانوي النموذجي بسوسة (بمنطقة سهلول) عانق أسمى معاني التضامن حيث تمكنوا في ظرف وجيز ورغم غياب النوداي الثقافية بهذا المعهد معتمدين على مواهبهم وما مارسوه في اطار هواياتهم من تنظيم حفل مساء الجمعة جمعوا فيه تبرعات هامة ستوجه في مرحلة أولى الى المعهد النموذجي بالقصرين بعد أعمال النهب والتخريب التي طالته بعد الثورة المجيدة حسب ما أفادنا به مؤطر المجموعة المنشطة وصاحبة الفكرة التلميذ سيف بن مهني والذي أكد ل«الشروق» ايضا ان حملة التبرعات ستتواصل يوم السبت في مركب تجاري وستحمل كلها في رحلة سيقوم بها صحبة زملائه خلال عطلة الربيع الى القصرين. كانت «الشروق» حاضرة في هذا الحفل القيم في جانبه الانساني وايضا في مضمونه الفني حيث عكست فقراته الموسيقية والشعرية مواهب على مستوى عال حيث برز في العزف بالخصوص سيف الدين متهني وابراهيم بوقديدة على آلة العود وابتسام الصدفي في الغناء الغربي والعزف على آلة الڤيتار اضافة الى أصوات شجية في الغناء والإلقاء الشعري ومواهب أخرى في التمثيل زاد المشهد بهرجا ورونقا حضور الأساتذة والأولياء الذين أقبلوا على التبرع بكل تلقائية بمبالغ مختلفة تكمن قيمتها الحقيقية في روح التضامن الحقيقية والرافضة لكل مظاهر الجهويات والمدعمة لمبادئ الثورة المجيدة. موهبة ولكن أحرجت الأساتذة! الى جانب بقية المواهب برز التلميذ أنيس في مجال التمثيل حيث حرص على تقديم «وان مان شو» ولكن أحرج كثيرا أساتذته حيث قلّد فيه أغلب أساتذة المعهد بتهكّم كبير وإن أسقط التلاميذ أرضا بمفعول الضحك الا انه قد يسقط مظهر الهيبة على أساتذته فكان من الممكن توظيف موهبته القيّمة في نص مغاير بعيدا عن كل تأويل ويكون بذلك وفيا لبقية الفقرات المقدمة شكلا ومضمونا. مواهب في حاحة للتأطير! عبّر لنا العديد من التلاميذ عن استيائهم من غياب النوادي الثقافية وبمعهدهم في ظل الضغوطات والكم الهائل من الدروس وأكدوا في لقاء ب«الشروق» ان هذا الحفل كان بحرص شخصي منهم وقد اهتموا بكل تفاصيله معتمدين على ما مارسوه خارج المعهد من هوايات كل من موقعه حسب مجال اهتمامه وأسسوا مؤخرا بمعهدهم ما سمّوه ب«جمعية الفنون» في انتظار تركيز نوادي اختصاص على حد تعبيرهم ويبقى اقتراحاهم وجيها لأن النشاط الثقافي جزء مكمل للأنشطة الدراسية إن لم نقل مؤسسا لها.