بالتهليل والتكبير، خرجت مسيرة بصفاقس في نهاية الأسبوع الفارط عبر فيها المحتشدون عن مناهضتهم للائكية وانتصارهم لدولة إسلامية. المسيرة السلمية انطلقت زوالا من فضاء القصبة بقلب المدينة وجابت شوارع صفاقس لتتوقف أمام القنصلية الليبية تنديدا بالعدوان، وقد عبر فيها أصحابها عن مناهضتهم للعلمانية واللائكية وتأييدهم المطلق لإقامة دولة إسلامية. المسيرة ضمت شبابا وكهولا، فتيانا وفتيات في أعمار مختلفة، وقد رفع المحتشدون العديد من الشعارات وعلم تونس المفدى هاتفين بتأييدهم لنظام سياسي إسلامي في تونس العربية. وفي الوقت الذي كانت فيه المسيرة المناهضة للعلمانية تجوب شوارع المدينة، تجمهرت مجموعة أخرى من الناشطين السياسيين والمثقفين أمام قصر بلدية صفاقس الكبرى تنادي بإقامة دولة لائكية علمانية. بوادر التلاحم كانت تلوح بين الفريقين، لكن سرعان ما تم تطويقها رغم محاولات البعض افتكاك اللافتات المرفوعة، وقد فضل الجميع التحاور أمام قصر البلدية بأسلوب تجنب المشادات الكلامية والتشنج. الحوار بين الفريقين جاء في أجواء ديمقراطية تحسب للفريقين، فقد تحول الفضاء الواقع أمام قصر البلدية إلى حلقات نقاش متفرقة عبر فيها اللائكيون والمناهضون للائكية عن وجهات نظرهم بشكل يؤكد مدى وعي التونسي ورحابة صدره في الاستماع إلى الرأي المخالف. الناشط السياسي الحبيب بوعوني أبرز ل « الشروق « أن الخلاف بين الفريقين يكمن أساسا في تحديد المفاهيم والمصطلحات مناديا بضرورة تنظيم ندوة فكرية وطنية حول الموضوع ليعبر الجميع عن رأيه بكل ديمقراطية وشفافية. واستغل الناشط السياسي الحلقات المنتشرة أمام مقر البلدية ليناقش الموضوع مع مجموعة من الشباب باسطا العديد من الأفكار التي تحتاج حسب رأينا إلى المتابعة في موضوع رأى البعض انه سابق لأوانه أوانه مغلوط أصلا مادامت الدولة التونسية لغتها العربية ودينها الإسلام. مقابل ذلك، تحدث بعض الشبان المناهضين للعلمانية بأسلوب رصين مفعم بالأدلة والقرائن، وما يثلج الصدر فعلا، هومستوى النقاش للمناهضين للعلمانية والمدافعين عنها بصفاقس وهوما يؤسس حسب رأينا لدولة ديمقراطية يعبر فيها كل فرد عن رأيه بشفافية وحرية ويستمع للرأي المخالف دون تشنج أوإقصاء.