«هاذي غناية ليهم، للي نساتهم الأغاني» هكذا غنى فأطرب ولحّن فأبدع، يقول «علّمني» فتعلمنا منه حب الفن انه عندليب تونس الفنان الكبير لطفي بوشناق. ومن الفن العذب الى الحديد الصلب فضيفتنا رفعت راية تونس في المحافل الدولية، بالذهبية والفضية وأهديتنا الفوز، انها لاعبة الكرة الحديدية يسرى المحمدي وبينهما كانت هذه المراوحة بين الفن والرياضة. استغرب لطفي بوشناق في بادئ الأمر عندما سألناه عن الرياضة، لأنه ببساطة لم يتحدث لأي وسيلة اعلامية تونسية نظرا للحملة التي شُنت ضده، ولكنه أجابنا حول ميدان مختلف عنه ولكنه يعشقه وهو الرياضة. هل صناعة الرياضي كصناعة الفنان؟ كل الميادين متشابهة ولكن عالم الرياضة مختلف قليلا عنّا فصناعة النجم الرياضي تحتاج فعلا الى حسابات معيّنة ودقيقة ولكن تجمعنا نقطة واحدة هي الموهبة. لمن تقول «علّمني» في الرياضة؟ لكل من يحمل روحا رياضية تخوّل له ان يعلمنا أجمل هذه المعاني التي بدأنا نفقدها في هذه الفوضى المنتشرة في هذا الميدان. لو كان بيدك عصا سحرية فيم تستعملها في الرياضة؟ سأمحو بها الشغب والعنف والتعصب الرياضي الذي يقتل فينا روح التسامح والأخوة والتواصل بيننا. أما لو استعملتها في نقطة ايجابية فسأحقق بها أحلام الرياضيين المظلومين والمقهورين. لمن تقول «هاذي غناية ليكم»؟ لرياضة المعوقين وكم أنحني خجلا أمامهم رغم انهم يعانون بعض النقائص لكنهم أسوياء أفضل منا ونجحوا حيث فشلنا نحن الاصحاء.. وأقول هم الباقون لأنهم الأفضل. إذن، لماذا لم تغن لهم، ولم تحقق هذا الكلام على أرض الواقع؟ سأغني لهم، فقط انتظر عودة الهدوء للبلاد، وسأعود الى نشاطي وسأقول ما كنت محروما منه سابقا..