من منكم حضر حفل الفنان لطفي بوشناق ليلة أول أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة في إطار فعاليات الدورة الحالية من مهرجان المدينة بتونس؟! ألم تستمعوا لهذا الفنان الذي أثرى خزينة الاغنية التونسية برصيده الفني الكبير. أليس لبوشناق خصوصية فنية تميزه عن بقية الفنانين؟! لطفي بوشناق اختار برنامجا مميزا في حفله ليلة أول أمس استهلّه بمعزوفة سماعي ووصلة موشحات، توجها بمجموعة من أغانيه الخاصة فمن «الجنايني» الى «يا صغيري»، و«تشهد عليّ المطر» أغاني تفاعل معها الجمهور، وتفاعل انتشى به الفنان لطفي بوشناق فغنى أغنيته الجديدة عن السياسة «الكراسي» ف«اهتزت» كراسي المسرح البلدي تصفيقا وتعبيرا عن الاعجاب بالمولود الفني الجديد للفنان لطفي بوشناق. ومن «الكراسي» انتقل بوشناق بجمهوره الى الطّبوع التونسية في أغنية الجديدة «خدعني» التي أعجبت الجمهور. مراوغة أما بوشناق من فرط سعادته بنجاح حفله على كل المستويات خاصة جماهيريا ومع نهاية أغنية «تبدى الحكاية» حاد عن برنامج حفله وراوغ فرقته الموسيقية، وباستثناء «نسّاية»، فإن بقية الأغاني (أغانيه الخاصة) لم تكن مبرمجة في الحفل، ومن كورال الفرابي المصاحب له اختار فنّانة شابة ليقدّمها الى الجمهور في أداء ثنائي معه لأغنيته «العين إلّي ما تشوفكشي» وكالعادة أهدى بوشناق جمهوره في ختام حفله أغنيته الشهيرة «هاذي غناية ليهم» ليودّع جمهوره في لحظات لا تنسى. عموما بوشناق أثبت ان الفنان الكبير يظل كبيرا مهما طال الزمن أو قصر، والجمهور من جهته أثبت ان حب الفنّان لفنّه لا لشخصه فالمبدع أو الفنان بينه وبين الجمهور ابداع وقيمة هذا الابداع هي الفيصل في مسيرة المبدع على الدوام.