اختار شاب تونسي أصيل مدينة صفاقس ان يشارك في الاحتفال بعيد الشباب الذي يقترن هذه السنة مع أحداث ثورة 14 جانفي بأن يقدم تصورا لاجراء الانتخابات القادمة لاختيار أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عبر الانترنات خلافا لما هو معمول به في السابق عبر الاقتراع في مكاتب تتم تهيئتها للغرض. ويقول، صاحب المبادرة، الشاب محمد شعبان الذي يعمل باحدى المؤسسات السياحية بمدينة المنستير ان «شباب تونس الذي قاد بلاده الى انجاز ثورة تاريخية غير مسبوقة أحسن خلالها توظيف التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال ليس بعزيز عليه ان يبدع طريقة معلوماتية حديثة تتماشى ومستوى هذه الثورة وأهدافها في مجالات الديمقراطية والشفافية». ويوضح ان الاقتراع بواسطة الانترنات يوفر حزمة من الايجابيات والضمانات لا يمكن ان يوفرها الاقتراع التقليدي ليس أقلها ربح الوقت والشفافية في الاقتراع والفرز وعدم تزوير الانتخابات وتحقيق نسبة مشاركة مرتفعة لاسيما في صفوف الشباب الذين كانوا وراء انجاز الثورة وتحقيق التحول الديمقراطي. ويؤكد محمد شعبان ان مبادرته التي اشتغل عليها منذ اكثر من شهر وساعده في تنفيذها فنيا ثلة من طلبة المعهد العالي للإعلامية والرياضيات بالمنستير لا تتعارض مع المبادئ الاساسية للانتخاب كفعل عام وحر ومباشر وسري مثلما ينص على ذلك الفصل الاول من المجلة الانتخابية التونسية. ويبين ان التصور الذي تم اقتراحه في المشروع يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الضوابط ويعتمد بطاقة التعريف الوطنية كوثيقة قانونية أساسية الى جانب رقم سري لكل ناخب يتم تسجيله مسبقا ويراعي عددا من الخصوصيات مثل خصوصية الذين لا يحسنون استعمال الانترنات والاميين او المناطق غير المغطاة بشبكة الانترنات. كما تضمن المبادرة امكانية اعتماد نظام الاقتراع القديم في حالات محدودة تشملها منظومة موحدة لتنظيم الانتخابات ولم تهمل الجوانب الاجرائية لمختلف مراحل الانتخابات والاعداد لها فضلا عن الضمانات التى تحول دون قرصنة المعطيات او إتلافها الشاب المبدع قرر ان يرفع مشروعه الى الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وعبر في حديثه لمراسل(وات) عن أمله في ان تنظر هذه الهيئة الى مبادرته بكل جدية وتفتح ذراعيها اكثر للشباب التونسي الذي كان وراء ثورة الكرامة في البلاد.