نظم نادي البحوث والدراسات بالحامة بالتعاون مع منظمة العفو الدولية وبعض فعاليات المجتمع المدني الدورة 14 من ملتقى الطاهر الأسود التي أعلن عن افتتاحها يوم 19 مارس 2011 بتكريم شهداء المدينة وجرحاها في الثورة المظفرة التي أنجزها الشعب التونسي ثم ندوة ثقافية يومي 20 و21 مارس بالمركز الثقافي الطاهر الحداد بالحامة وعنوانها «وفاء لشهدائنا ودعما لثورتنا». كانت ندوة هذه السنة مواكبة لما تعيشه البلاد من ثورة وحراك وتأسيس فحددت أهدافها في تأصيل الثورة خاصة أنها غير مسبوقة والبحث عن سبل حمايتها من ثورة مضادة وذلك في إطار الإيمان بهوية مركبة تعترف بتعدد الاتجاهات واختلاف الآراء دون اقصاء او تعصب. احتوت الندوة مداخلات ألقاها عدد من الباحثين والأكاديميين التونسيين والعرب مثل جمال الدين دراويل وسالم حداد والطاهر غرب وعبد الناصر العويني والباحث السوري عبد ا& التركماني مع كلمة ألقاها بالمناسبة الحبيب مرسيط رئيس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية وتنوعت مواضيعها من الاهتمام بخصائص النظام البرلماني والنظام الرئاسي والأنظمة الانتخابية وقدمت قراءات سياسية وقانونية ونقابية وكان النقاش حماسيا الى حد كبير اختلفت فيه المواقف وتعددت بما يعكس الألوان السياسية والإيديولوجية في البلاد. «الشروق» التقت عددا من المشاركين في التظاهرة لمعرفة انطباعاتهم عن الدورة فكان القاسم المشترك لردودهم التأكيد على نجاح التظاهرة فأكد السيد عزالدين رتيمي عضو الهيئة المديرة لنادي البحوث والدراسات «اعتبر الدورة ناجحة خاصة مع حالة المنطقة، فالمداخلات كانت جادة خاصة في جانبها القانوني كذلك النقاش كشف ان الوعي الذي أريد له أن يُقبَر لم يصل الى ما أرادوا له بل انكشفت لنا الطاقات الخلاقة بل المبدعة القادرة على تحمل المهام في هذه اللحظات التاريخية في تونس». نفس الانطباع خرج به السيد محمد الصالح عدوني وسألناه عن الدورة اذ قال «دورة استثنائية بالنسبة للنادي، أر اد ان يواكب الثورة ويضعها في محور اهتماماته وكما عودنا في محاولة جادة في إنارة الطريق». أما السيد عبد الحكيم العلوي فاعتبر «الدورة ناجحة رغم بعض المآخذ حول التنظيم خاصة أثناء النقاش، تناولت المداخلات مواضيع شتى لكنها قصّرت في الاهتمام بالحلول والبدائل التي تحتاجها الثورة. كما حضرت الخلفيات السياسية بقوة في المداخلات والنقاش وهذا أمر طبيعي». أسدل الستار عن هذه الدورة التي عبّرت بصدق عن المرحلة وهواجسها كما كشفت عن الثراء الفكري والتنوع الايديولوجي على عهد بمواصلة العمل في انتظار الدورات المقبلة.