أعلنت السيدة سلوى التارزي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية عن استقالتها من رئاسة الاتحاد خلال اجتماع اللجنة المركزية الذي التأم صباح أمس بفضاء 13 أوت في جو مشحون بالاختلافات. وتولّت السيدة سلوى التارزي الكلمة مع بداية الاجتماع وقالت انها سوف تتولى تلاوة التقرير الأدبي والمالي وان مستقبل المنظمة بين ايادي اللجنة المركزية. وحالما انطلقت في قراءة التقرير الأدبي تدخلت احدى العضوات قائلة انه «موش وقتو» وبدت تتعالى بعض الأصوات من هنا وهناك التي تعبّر عن اختلاف في وجهات النظر. وحينها واصلت السيدة سلوى قراءة التقرير الأدبي باختصار شديد حيث أتت تقريبا على العناوين فقط وأحالت الكلمة الى أمينة المال لتلاوة التقرير المالي. استقالة ودموع اجتماع اللجنة المركزية كان الهدف منه تحديد مؤتمر استثنائي يقع خلاله انتخاب مكتب تنفيذي جديد تختاره القواعد بما فيهم الرئيسة غير ان السيدة سلوى التارزي خيّرت تقديم استقالتها عندما شعرت وأنها في وضع غير مريح والاجتماع حسب تصريحها ل «الشروق» ليس في مستوى الأهداف التي يعمل من أجلها الاتحاد وخاصة خدمة قضايا المرأة والرقي بمكانتها في هذا الظرف الحسّاس جدا. وبعد اعلانها عن الاستقالة غادرت معها إطارات وأعوان الاتحاد الذين عبّروا عن تمسّكهم بها ورجوها عدم الاستقالة لأنها حسب رأيهم الرئيسة الأفضل للاتحاد ولأن الفترة التي قضتها معهم كانت فترة جيّدة ولم تحدث فيها أية تجاوزات في شأنهم لا مالية ولا إدارية. وصرّحت بعض الموظفات ل «الشروق» والدموع في أعينهن بأنهن متألمات جدا لاستقالة السيدة سلوى التارزي. وقالت زهرة خذر النائبة الجهوية عن قفصة ان السيدة سلوى التارزي امرأة لها أياد نظيفة جدّا بمعنى أنها لم تقم بأي تجاوز ولم تظلم أحدا وأنها لم تر إنسانة مثلها على رأس الاتحاد وهي التي عملت فيه منذ سنة 1974. وتتفق معها كذلك درّة العلمي في الرأي وهي موظفة منذ 28 سنة وقالت نحن نطالب بمحاسبة النائبات الجهويات وجميع الرئيسات اللاتي تم تعيينهن على رأس الاتحاد ونتمسّك بالسيدة سلوى وعلى ذكر التعيين اوضحت مجموعة من الموظفات اللاتي برزت على ملامحهن آثار الحزن والحسرة لمغادرة السيدة سلوى التارزي الاتحاد ان جميع الرئيسات تم تعيينهن بالاتحاد وليس كما يقولون السيدة سلوى التارزي فحسب. لجنة مؤقتة وتواصل اجتماع اللجنة المركزية بعد ان غادرت السيدة سلوى التارزي القاعة وكل من يساندها من المكتب التنفيذي وعضوات اللجنة المركزية والإطارات والأعوان. وتواصل الاجتماع حيث حاولت العضوات الاتفاق حول تحديد موعد المؤتمر الاستثنائي والنظر في لجنة وقتية لتسيير المنظمة في ظل فراغ الرئاسة. ٭ نزيهة بوسعيدي تونس «الشروق»: بعد تقديم استقالتها صرّحت السيدة سلوى التارزي ل«الشروق» بأن الاستقالة هي خيار لا بدّ منه، لأنها لا تستطيع العمل في جو مشحون بالاختلافات والمشادّات التي تعود بالمرأة التونسية إلى الوراء. وأضافت أنها عانت كثيرا خلال الأيام الماضية من تجاوزات بعض عضوات المكتب التنفيذي والأسلوب البوليسي الذي تمّ اعتماده معها من مكالمات هاتفية في الليل ورسائل مجهولة. وأكدت أنها أرادت أن تقدم الكثير للمنظمة ولها من الطاقة ما يمكنها من ذلك ولكنها لن تستطيع تحمّل ما يحدث وأنّ الكرسي الذي ترغب فيه الأخريات لا يعنيها في شيء. وقالت: «لقد عملت منذ 38 سنة في عديد المناصب لخدمة هذا البلد والآن أولادها وأحفادها أولى بوقتها وذكرت أنه لا تاريخها النضالي الشريف ولا تاريخ عائلتها يسمحان لها بالعيش وسط صراع مجموعة من الانتهازيات اللاتي دخلن الاتحاد للمناصب وليس لخدمة المرأة. ولم تخف قلقها وخوفها على مصير المنظمة النسائية التي عملت منذ تأسيسها على محاربة الأفكار الرجعية والعودة بالمرأة إلى الوراء . وحذرت بالمناسبة من الانسياق وراء قوى الرجعية التي قد تستهدف ما حصلت عليه المرأة منذ الاستقلال من مكاسب وما بلغته من مكانة هامة في مجتمعها جعلتها تتميز على مستوى عالمي. مؤتمن عدلي وأضافت أنه بلغ الأمر حدّ تعيين مؤتمن عدلي بعد قضية استعجالية مرفوعة ضدّها بينما القضية مرفوضة شكلا. وقالت: «إن أياديها نظيفة ولها الوثائق التي تثبت ذلك». واعتبرت أنّ المقصود من كل ما حصل هو استهداف المرأة ككل وليس سلوى التارزي كشخص. وفسّرت بأن هناك حملة تحاك ضد الاتحاد للاطاحة به وبالتالي الاطاحة بجميع حقوق المرأة. وعابت على وزيرة المرأة الحديث عن عدم قدرتها على التواصل مع الجمعيات النسائية بينما كانت أول من اتصل بها لتهنئتها وطلب الاجتماع معها في أقرب فرصة. وختمت بأنها كانت تنتظر الكثير من الوزارة لبعث الكثير من التناغم والانسجام داخل الاتحاد، لكن ما حدث هو العكس.