عشرات العائلات اشترت منذ أكثر من 15 سنة مقاسم واقعة بسيدي ثابت بسعر سبعة دنانير المتر الواحد وبحوزتهم جميعا عقود ممضاة من قبل بلدية المكان وقد تولى المواطنون دفع كامل المستحقات بما في ذلك الأداء البلدي ومصاريف التهيئة وتم تسجيل العقود لكن رغم المحاولات العديدة فإن البلدية لم تمكّن أصحاب العقود من أراضيهم ولم يتمّ تحويزهم بما كانوا جميعا يظنون أنها أملاكهم. وتواصل مسلسل التسويف لهذه العائلات منذ سنوات وقد توجه بعض من هؤلاء إلى القضاء فأنصفهم وطالب البلدية بتحويز المالكين بعقاراتهم لكن رغم انقضاء مدة زمنية طويلة على صدور هذا الحكم ورغم أنه أصبح باتا ونهائيا فإن البلدية ماطلت في تنفيذ القرار القضائي ولم ينفد صبر هؤلاء الضحايا فواصلوا التردد على السلط المحلية والجهوية دون كلل أو ملل وظن البعض منهم أن مشاكلهم قد انتهت عندما قامت البلدية بإجراءات تحويزهم بمقاسمهم لكن اندلعت مع هذا مشاكل أخرى مع عائلات أقرب منها إلى القبائل والعروش متحوزة منذ سنين طويلة بأرض «العياري» بمنطقة «المباركة» بسيدي ثابت وقد تولت هذه العائلات استعمال جميع الوسائل وخاصة منها غير الشرعية للدفاع عن تواجدها في هذه الأرض ويعتبرونه تواجدا ضاربا في القدم ومن شأنه أن يمنحهم الحق في الاستحواذ على الأرض وتشهد أشجار الزيتون التي غرسها أجدادهم على شرعيتهم التاريخية في التمتع بالملكية وقد هدّد أفراد هذه العائلات المتحوزين الجدد بعدم الاقتراب من العقار واستعملوا العصيّ والهراوات وأعلنوا استعدادهم للدفاع عن حقوقهم بشتى الوسائل، ونتيجة لهذه الوضعية وجد المقتنون للأرض أنفسهم في وضع جدّ حرج فهم بين المطرقة والسندان وهم بين تجاهل البلدية التي سلموها أموالهم منذ سنين طويلة وبين عنف العائلات الموجودة حاليا في الأرض وتهددهم بصفة متواصلة. فكيف سيكون الحلّ بالنسبة لهؤلاء؟ اقترح بعض أصحاب المقاسم أن تتولى البلدية تعويضهم عن أراضيهم بعقارات أخرى على ملك السلطة المحلية بسيدي ثابت وقد أكّد هؤلاء المواطنون بوجود أراض عديدة يمكن للبلدية التصرف فيها وبالتالي إنهاء مشكلتهم التي لا يريدونها أن تتواصل لسنين أخرى.