زار الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة يوم الأحد الماضي الموافق ل27 مارس مدينة سيدي بوزيد بمناسبة تدشين المقر الجديد للحركة وتوجه بكلمة لحشود وجماهير غفيرة غصت بها دار الثقافة أبو بكر القمودي بالمدينة في جو احتفالي بهيج لم يسبق له مثيل وذلك بحضور فرقة الهمامة للإنشاد الديني بقفصة التي استحضرت عدة أذكار ومدائح تتعلق بالثورة والإنشاد الديني. استهل الشيخ كلمته بتمجيد قلعة عروش الهمامة وأرض الأمجاد وترحم على الشهيد محمد البوعزيزي خصوصا وعلى الثلة الطيبة من الشهداء الذين لحقوه وعبدوا طريق الحرية وأضاؤوا طريق الكرامة أمام التونسيين خاصة والعالم عموما وقال إن سيدي بوزيد وأرض الهمامة هي منطقة الثورات ضد الاستبداد منذ أمد بعيد واستحضر عددا من الثوار على غرار الأزهر الشرايطي والدغباجي والشيخ الحمروني وغيرهم وأضاف أن هذه المنطقة إذا ثارت وقامت فإنها تسقط أيادي الظلم والاستبداد لذلك فهي تستأهل الشكر والتمجيد ويجب أن تستفيد بالتنمية الشاملة والكرامة لأنها أسقطت الخوف الذي يروع التونسيين على مدى خمسين سنة. وطمأن الشيخ الغنوشي المواطن التونسي بأنه أصبح قادرا على التحدث في ما يشاء ويعبر عن أفكاره وآماله بفضل هذه الثورة العظيمة التي أصبحت تمثل وصفة عالمية رسمت الطريق المواتية لإسقاط الظلم والاستبداد. وأشار في حديثه أن شعب سيدي بوزيد شعب ثائر وواع مهد لإقامة ثورة سلمية فحقق التونسيون إنجازا عظيما حيث أطاح بكيان فاسد ونظام استبد طويلا وحتى لا تتكرر هذه المسألة في المستقبل حري بنا جميعا المحافظة على هذا المكسب العظيم وحري بنا أن نتضامن أكثر لأن المشوار مازال طويلا ولأن الثورة لم تتحقق أهدافها الى حد الآن مادام البوليس السياسي موجودا ومادامت الحكومة لم تحاكم قتلة أكثر من 300 شهيد رغم مطالبنا المتكررة بفتح ملف التعذيب والقتل والنهب والتخريب وبضرورة متابعة الرئيس المخلوع حتى يذوق ما أذاقه للشعب التونسي عموما وأهالي سيدي بوزيد خصوصا خلال عقدين ونيف الى أن طفح الكيل وهبط الميزان فانفجرت الثورة باحتراق البوعزيزي وأمثاله من الشهداء الذين لم يرضوا بالظلم. وذكر الشيخ راشد الغنوشي أن هنالك عداء تاريخيا للإسلام منذ أن تمت الدعوة الى الإفطار في رمضان وتنحية الحجاب والتذمر من رفع الآذان عاليا وغيرها لذلك فإنه يتحتم على التونسيين اليقظة والتضامن وتبادل الاحترام في مابينهم وعدم التصديق بقضايا التهميش التي يتم ترويجها للحط من إسلامنا التي من بينها قضية اللائكية وتعدد الزوجات ودعا الشيخ راشد كل المؤمنين وكل فئات المجتمع التونسي في الكلمة التي توجه بها الى أهالي سيدي بوزيد الذين واكبوا زيارته هذه الى المضي في إرساء نظام ديمقراطي ونظام عادل وأن يحرسوا ثورتهم ويحافظوا عليها من التهميش وعدم الاكثار من المطالب التعجيزية حتى لا يتسلل المناوئون لها ويقومون بالثورة المضادة ماداموا يتواجدون على الساحة ويحاولون إحباط طموحاتنا وتشويه ثورتنا العزيزة التي ينبغي أن تظل نموذجا يحتذى وحية على مدى الدهر لاعلاء كلمة الحق والعدل. وأعرب الشيخ الغنوشي كذلك في خطابه عن استعداد حركة النهضة الى المساهمة في تنمية الجهات المحرومة كسيدي بوزيد وزيارة بقية المناطق التي ثارت لإعانة أهاليها لأنها حررت التونسيين من الخوف وأصبح العالم يقول «اللهم تونسنا» وفي الختام أكد على دور الحكومة في تنمية الجهات وأوصى بصون الثورة التي ستفضي بعون الله الى تحرير فلسطين.