كُلّلت مجهودات فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير بالنجاح في كشف تفاصيل عملية سرقة كانت استهدفت مصنعا للبلاستيك بالجهة حيث عمد الجناة الى شدّ وثاق الحارس الليلي والاعتداء عليه. وكان أحد المشرفين على تسيير مصنع للبلاستيك بمدينة المنستير اتصل في الصباح الباكر بأعوان الامن وأعلم عن تعرّض المصنع لعملية سطو استهدفت خزينته. وذكر أن مجموعة من الشبان هاجمت الحارس الليلي واعتدت عليه بالعنف الشديد وشدت وثاقه ثم نفذت الى المصنع حيث تولت خلع الخزينة وسحبت ما بداخلها من مال قبل ان تلوذ بالفرار. تحوّل أعوان فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير على الفور على عين المكان وعاينوا آثار العنف على الحارس الليلي الذي كان موثق اليدين والرجلين فتم حمله الى المستشفى لتلقي العلاج من الكدمات والرضوض التي طالت وجهه ورأسه وصدره، وفيما لم يعثر المحققون على آثار خلع على الباب الخارجي أو النوافذ فانهم وجدوا آلة كهربائية قام من خلالها الجناة باحداث فتحة في الخزينة الموجودة بأحد المكاتب ليستولوا على ما بها من مال حدده المسؤول عن المصنع بأنه عشرون ألف دينار. وبتماثل الحارس الى الشفاء أفاد في تصريحاته بأنه كان في ساعة متأخرة من الليل يطوف بالمصنع في جولة تفقدية عادية حين اقترب منه شابان أوهماه بأنهما يودّان سؤاله عن أمر مّا، وما ان اقترب منهما حتى برزت له من جنح الظلام مجموعة من الشبان لم يستطع حصر عددهم وأضاف ان الجناة انهالوا عليه ركلا وضربا حتى خارقت قواه وأغمي عليه، وعندما استعاد وعيه وجد نفسه مقيّد اليدين والرجلين. بعد الاستماع الى أقوال الحارس الليلي واجراء التحريات اللازمة أيقن أعوان الأمن أن الجناة قد أحكموا التخطيط لعملية السرقة وحرصوا على أن لا يتركوا وراءهم دليلا واحدا الى درجة أنهم كانوا على معرفة دقيقة بمحتويات المصنع ومنافذه ومكاتبه والدليل أنهم تحولوا مباشرة الى الخزينة التي كانوا يعرفون أنها محكمة الاغلاق وأن الوسيلة الوحيدة لفتحها هي آلة قصّ كهربائية قاموا باحضارها معهم وهكذا توجهت شكوك محققي فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير نحو من كانت له معرفة دقيقة بالمصنع وبالتركيز على هذا الخيط تمكنوا من حصر الشبهة في عاملين بالمصنع في الثالثة والعشرين من العمر تقريبا وبالتحرّي معهما جنحا الى الانكار ثم اعترفا بأنهما قد خططا لعملية السرقة صحبة ستّة شبان آخرين بعضهم من ذوي السوابق العدلية، وقد عرضا خطّة السرقة على بقية أصدقائهما وطلبا منهم المساعدة على تنفيذها فوافقوا، وقد أمدّ الشابان أعوان الأمن بهويّة شركائهما في العملية فأمكن القبض عليهم فاعترفوا بما نسب اليهم وأحيلوا على أنظار النيابة العمومية.