تمكنت فرقة الشرطة العدلية بالمنستير مؤخرا من فك لغز سلسلة من السرقات الخطيرة كانت استهدفت محلات مختلفة في المنستير وأفزعت اصحابها وبقية المواطنين. فبفضل حنكة الأعوان واجتهادهم وشجاعتهم تم ايقاف اعضاء العصابة رغم ما ابداه بعضهم من بطش وعنف وكانت السرقات انطلقت منذ اوائل شهر اوت واستهدفت مصنعين ومكتبي محاميين ومحلين مختصين في اجهزة وخطوط الهواتف بالاضافة الى محل مختص في بيع المواد الحديدية والكهربائية. وتبدو قيمة المسروق الجملية مرتفعة سيما وأنها تضمنت عددا من الحواسيب واجهزة الهاتف المحمول والأدوات المكتبية والمبالغ المالية وغيرها. في الوقت المناسب كانت شكاوى المتضررين تتوالى وكان المحققون يتحولون الى المحل المستهدف فيعاينون آثار الخلع ويحددون المسروق ويدونون تصريحات المتضررين دون ان يعثروا على دليل واحد قادر على ايصالهم الى الفاعلين ولكن هذا لم يبعث اليأس في نفوس اعوان الشرطة العدلية بالمنستير فقرروا تكثيف دورياتهم الامنية كل ليلة حتى ساعات الفجر املا في ايقاف كل ذي شبهة. وذات ليلة تلقوا بلاغا من احد المواطنين حول حركات مشبوهة من شابين فحددوا المكان بدقة وشرعوا في عملية التمشيط حتى عثروا على محل مخلوع وأيقنوا ان الشابين المبلغ عنهما لا يزالان بداخله. طعن العون! قرر الاعوان سد منافذ الهروب حتى برز شابان من داخل المحل وحاولوا الخروج راكضين. وقد حاصروا احدهما حتى وقع في قبضتهم لكنه اخرج سكينا وطعن بها أحدهم في مستوى بطنه مما ساعده على النجاة. فتولى بقية الاعوان نقل زميلهم الى المستشفى حيث مكث 20 يوما. ورغم تمكن اللصين من الفرار فإن اعوان الامن تمكنوا من اكتشاف أوصافهما، ولهذا أيقنوا من قرب وصولهم الى النجاح في مهمتهم فكثفوا أبحاثهم ودورياتهم الليلية حتى كان المنعرج الحاسم. أربعة أنفار كان أعوان الامن قبل ايام يمشطون فجرا شوارع المنستير وانهجها عندما لمحا شابين بصدد خلع احد المحلات فجمعوا في تدخلهم بين الحذر والشجاعة والنجاعة ممامكنهم من ايقاف الشابين متلبسين قبل ان يلاحظوا تطابق ملامحهما مع ملامح الشابين اللذين هربا في المحاولة السابقة. وقد تم استجوابهما فكشفا عن عصابة خطيرة مختصة في السرقة باستعمال الخلع. تتكوّن هذه العصابة من اربعة أنفار تتراوح اعمارهم بين 19 سنة و25 سنة وينحدرون كلهم من احدى ولايات الوسط وقد نفذوا اغلب العمليات معا قبل ان يشتركوا في بيع المسروق ويقتسموا ثمنه. لكن اثنين منهم قررا العودة الى مسقط رأسيهما حتى ينالا قسطا من الراحة فارتأى الاخران مواصلة "عملهما" بمفردهما حتى وقعا في قبضة أعوان الامن. وقد نسق أعوان الشرطة العدلية بالمنستير مع زملائهم في الولاية سابقة الذكر فتم ايقاف المشبوه فيهما الاخرين وقطع عطلتهما قبل تقديم الاربعة الى قاضي التحقيق ليواصل استنطاقهما.