طالب مئات المواطنين بمعتمدية السبيخة (القيروان) معتمد الجهة بالرحيل والاستقالة مؤكدين عدم ثقتهم بما وصفوهم مسؤولي النظام السابق. وتم ذلك تحت حراسة الجيش الوطني كما استمع معتمد الجهة الى نداءات المواطنين. بينما عبر عدد من المواطنين عن رفضهم لما حدث واعتباره معطلا لمصالح المواطنين ووصفوا المعتمد بأنه «نظيف». وتم ذلك صباح يوم السبت 26 مارس أثناء حفل نظمته اللجنة المحلية لحماية الثورة للاحتفاء بالشهداء. كما تأتي مطالبة المعتمد بالرحيل بالتوازي مع مطالبة المواطنين العمد بالاستقالة بدورهم. حيث تجمع مئات المواطنين من أبناء جهة السبيخة (القيروان) من مختلف الفئات أمام مقر المعتمدية وطالبوا معتمدهم بالرحيل وأكدوا وسط هتافات عالية، انهم مستعدون لمواصلة الاعتصام طالما واصل المسؤول تمسكه بمنصبه. ورفع المواطنون شعار «ارحل» أما معتمد الجهة الذي خرج الى الجماهير مباشرة، وأكدوا له ان هذا الشعار هو الذي أجبر الرئيس المخلوع على الهروب. وطلبوا المسؤول بالتحلي بالوطنية والرحيل. وقال بعض المعتصمين انهم سئموا من الانتظار وانهم لا يقبلون بأقل من الاستقالة. معتمد الجهة الذي كان محاطا بقوات الجيش، حاول من جهته التحدث الى الجماهير والتأكيد لهم انه قد استجاب لمطلبهم وانه خرج من مكتبه استجابة لمطلبهم، لكنه سرعان ما عاد اليه بسبب رفض المواطنين الاستماع اليه. وأمام إصرار المواطنين على مواصلة الاعتصام، قرر السيد معتمد السبيخة مغادرة مقر المعتمدية برفقة أعوان من الجيش لكن لم يعرف ان كان تقدم باستقالته أم لا. تعطل المصالح من جهة ثانية أكدت المجموعة الصامتة من أبناء معتمدية السبيخة رفضها القاطع لما حدث مؤكدين ان طرد المعتمد دون تعويضه بمسؤول آخر يكون محل ثقة، سيؤدي الى تعطيل المصالح. واكدت احدى السيدات انها اصطحبت ابنتها الى حفل تكريم الشهداء حسب ما تم الإعلان عنه لكنها فوجئت بالاعتصام المطالب برحيل المعتمد وقد وصفت الامر بأنه غير مقبول وقالت ان المعتمد المطرود «نظيف». ويذكر انه لم يتم تعويض المعتمدين الذين تمت نقلتهم الى ولايات اخرى ولا المطرودين اثر رفضهم من قبل المواطنين. ورغم تعيين معتمدين جدد في عدد من الولايات الاخرى الا ان ولاية القيروان مثلت الاستثناء السلبي، كما هو الحال دائما وفق وصف احد الشبان، ولم يتم سد شغور المسؤولين المحليين. ومن المؤكد انه آن الأوان لتعيين معتمدين وعمد جدد والإسراع في تنفيذ النيابات الخصوصية للبلديات لضمان مصالح المواطنين والانطلاق في مرحلة البناء بعد الثورة وهو ما يتطلب تكتل الجهود بين جميع الأطراف والنأي بالمطلبيات الضيقة مقابل تقديم المبادرات والمقترحات البناءة.