شكّلت الاصابة التي تعرّض لها الحارس الدولي فاروق بن مصطفى حدثا في حدّ ذاتها خاصة أنها جاءت في وقت يحتاجه المنتخب وناديه ثم انها حصلت أثناء التمارين.. فهل انتهى موسمه أم هو عائد بقوّة المتألّقين؟ شكّل النادي البنزرتي عبر تاريخه الطويل معقلا للأسماء الكبيرة في حراسة المرمى على غرار بن شعبان وعلمية وبورشادة والبجاوي والتومي.. وصولا الى الحارس الصاعد فاروق بن مصطفى الذي أصبح يعتبر من أفضل حراس المرمى في كرتنا لكن ولأن صفو الأيام لا بدّ أن تعكّرها الأكدار بين الحين والآخر فإن بن مصطفى تعرّض الى إصابة على مستوى الأصبع الأيمن لليد بعد أن ركله رفيقه في الفريق هيثم بن سالم بطريقة عفوية أثناء تدريبات النادي البنزرتي ولكن تعقّدت وضعية بن مصطفى عندما التحق بالمنتخب الأولمبي حيث تمّ تسريحه بعد أن اكتشف طبيب المنتخب سهيل الشملي خطورة هذه الاصابة. «الشروق» تحوّلت صباح أمس في حدود العاشرة والنصف الى مصحة سكرة حيث أجرى بن مصطفى عملية جراحية على أصبع اليد ووجدناه محاطا بوالده السيد الهادي بن مصطفى واثنين من رفاق دربه وهما هيثم المزي وعلي العياري هذا بالاضافة طبعا الى طبيب المنتخب الأولمبي سهيل الشملي فخرجنا بالمعطيات التالية: إصابة بن مصطفى تستوجب راحة ب 6 أسابيع أكد لنا الدكتور سهيل الشملي أن إصابة بن مصطفى تتطلب راحة بستة أسابيع أما نوعية العملية الجراحية فقد كانت على مستوى الأربطة الداخلية والخارجية لأصبع اليد وذلك بعد أن تعرّضت الى تمزّق وقد أشرف على هذه العملية الدكتور معزّ التركي وهو أخصائي في جراحة اليد علما وأن هذه العملية تطلّبت ساعتين من العمل. ماذا قال فاروق بن مصطفى؟ بالرغم من أننا تحدثنا الى فاروق بن مصطفى قبل دقائق قليلة من إجراء العملية الجراحية فإنه حافظ على هدوئه وكان يمزح مع الحاضرين وأكد لنا ما يلي: «أريد في بداية الأمر أن أشكر أطباء النادي وفي مقدمتهم أنيس أوعاضور ومحمد رضا الشريف وطبعا طبيب المنتخب الأولمبي سهيل الشملي علما وأن الاصابة التي تعرّضت إليها كانت أثناء التمارين مع النادي البنزرتي لذلك أؤكد براءة الاطار الطبي للمنتخب الوطني من إصابتي.. وقد تمكّنت من مشاهدة مقابلة منتخبنا الأولمبي أمام نظيره المالاوي وأظن أنه بإمكاننا اقتلاع بطاقة الترشح ولاحظت أن بن شريفية قدّم مردودا محترما وأؤكد للجمهور الرياضي بأنني لم أتلقّ أي عرض رسمي من أي فريق». الدكتور سهيل الشملي (طبيب المنتخب الأولمبي) ؟ كان لا بدّ من التحدّث الى الدكتور سهيل الشملي الذي كان موجودا على عين المكان وذلك حتى يقدم لنا تفسيرا واضحا لكل الملابسات التي رافقت إصابة بن مصطفى فأكد لنا ما يلي: «أظن أنه لم يقع الكشف عن الاصابة كما ينبغي منذ البداية إذ أنها كانت تستوجب عملية جراحية استعجالية وهو ما يؤكد وجود تقصير واضح على مستوى الكشوفات ثم عندما وقع استدعاء اللاعب لتعزيز المنتخب الأولمبي أصرّ بن مصطفى على المشاركة في الوقت الذي لم يمكّن طبيب النادي البنزرتي المنتخب الوطني من مراسلة تخصّ الحالة الصحية للاعب وأمام إصرار اللاعب على المشاركة وتحمّل الأوجاع وإخفاء الاصابة تبيّن لطبيب المنتخب أن الوضعية الصحية للاعب تتطلّب القيام بكشوفات دقيقة بآلة تصوير حديثة لا توجد سوى في مصحة سكرة أو مستشفى القصّاب وبعد القيام باجتماع طبي مضيق بحضور أطباء أخصائيين في جراحة اليد تبيّن أنه لا مهرب من إجراء العملية الجراحية وهكذا فإنه لا يسعنا القول إلا أنه انعدم التنسيق بين الطرفين..». سامي حمّاني
