إذا سبق للمواطن التونسي ومن خلال ما أكده أكثر من طرف الاحساس بالملل من التحاليل الرياضية في فترات سابقة والتي كانت تمثل تخمة كبيرة قبل 14 جانفي فإنه قد ملّ ايضا (والعهدة على تلك الاطراف) من التحاليل السياسية التي مازالت نخبوية وغير مبسطة للمواطنين العاديين الذين لا تقاليد لهم في هذا الشأن ولا تجربة ولا معرفة وخاصة بعد تلك المراحل التي عاشها الشعب بأكمله تحت سياط الظلم والقمع والاضطهاد وذلك على كل الواجهات فضلا عن ان الحديث في السياسة وشؤونها سابقا كان بمثابة «الانتحار» بالنسبة الى الاغلبية الساحقة وبالتالي لابدّ من التبسيط والتمهيد شيئا فشيئا للسواد الأعظم من شعبنا الكريم دون استعراض«العضلات السياسية» والتحدث باللغات المبهمة والغامضة لأغلب المواطنين فضلا عن ان المسألة وفي المشهد الاعلامي المرئي تتطلب ايضا المراجعة وذلك حتى على مستوى طرح الاسئلة المتعلقة بتطلعات الناس وبشواغلهم باعتبار ان هؤلاء الناس لا يرنون الا الى التجسيد الحقيقي والعميق لطموحاتهم وحريتهم وآفاقهم بعيدا عن تحالفات هذا الحزب مع ذاك او تعدد الاحزاب بالشكل الذي جعل حتى السياسيين أنفسهم لا يحفظون أسماءها... إلا انه وبشكل أو بآخر وإن تبقى الظاهرة على هذا المستوى تبقى صحية فإن المنطق يستوجب دائما المشاريع والبدائل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولا التضخيم او التقزيم وأحيانا «الثرثرة»..؟؟!! نجم السياسة في المرحلة! وفق استبيان لاتجاهات الرأي بعد الثورة لمكتب «قلوبال مانجمت سارفيس» المختصين في التسويق والاتصالات والذي شمل (1060) شخصا ممن تفوق أعمارهم (18 سنة) والمؤهلين للعمليات الانتخابية اتضح ان (69.54٪) يعرفون على الاقل اسم حزب سياسي او أكثر وذلك على مستوى معرفة المواطن للأحزاب السياسية وكان النصيب الأكبر للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي تم حله مؤخرا وذلك بنسبة (20.04٪) ويليه حزب النهضة بنسبة (17.91٪) مقابل الاعتقاد وبنسبة صغيرة (1.36٪) ان الاتحاد العام التونسي للشغل حزب سياسي... وحول اهم شخصية سياسية معروفة حاليا احتل الأستاذ الباجي قائد السبسي المرتبة الأولى بنسبة (41٪) وهو ما يعني انه النجم السياسي في هذه المرحلة. انفلات... وسطو مسلّح..؟ في اليوم الذي تم فيه تسلّم الوزير الجديد للداخلية لمهامه تعرّض بنك في ضفاف البحيرة الى عملية سطو مسلّح وذلك «في النهار والقايلة» ووسط ذهول حرفاء الفرع البنكي وموظفيه... والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل ان الانفلات الأمني مازال مستمرّا والحال أننا أدركنا الشهرين ونصف بعد الثورة؟؟ نحبّ البلاد... ولكن كلنا نحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد على حد قول الصغير أولاد أحمد ولكل طريقته في حبّه الا ان المنطق يفرض ان نتجنّب عمليات التخوين التي كانت تتردد في أكثر من فضاء وشملت أكثر من طرف كما علينا جميعا ان نختلف أو يتفق بعضنا البعض أو يختلف حول هذه المسألة ويتفق حول الأخرى دون ان يفسد اختلافنا للودّ قضية ونبقى جميعا نحبّ البلاد ونحمي ثورتها ومبادئها ونؤسس لمستقبلها ما يفيدها ويمهد للأجيال القادمة.