مونريال كندا (من مبعوثنا المنصف بن عمر): أكثر من 17 ألف سائح كندي يزورون تونس سنويا وهو المعدّل الذي سجّل خلال الاربع سنوات الاخيرة، لكن هذا العام تقلص العدد الى أكثر من 50٪. هذا ما أكّده لنا السيد ناجي قويدر مدير مكتب الديوان التونسي للسياحة بكندا في لقاء جمعنا به وتحدث فيه عن آفاق السوق الكندية بالنسبة الى السياحة التونسية، وعن العوائق التي تحول دون تطوير هذه السوق. منذ متى تشرفون على هذا المكتب؟ منذ أربع سنوات أي منذ 2007، أما المكتب ففتح عام 1994. كم يبلغ عدد السياح الكنديين القاصدين تونس سنويا؟ خلال السنوات الاخيرة بلغ عددهم أكثر من 17 ألف سائح، عندما جئت الى هنا كان عددهم في حدود 15 ألف سائح، وأهمية هذا العدد هو أن السياح الكنديين يزورون تونس في موسم الانخفاض أي بين سبتمبر وأفريل، وهي فترة تعرف ركودا سياحيا ببلادنا (Basse saison)، والسائح الكندي يقضي بتونس فترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أشهر لذلك هو حريف محبب لدى المهنيين عندنا. وهذا العام، هل تقلص العدد بعد الثورة؟ أكيد، انخفض المعدّل بما يقارب 50٪ وهذا طبيعي في مثل هذه الاوضاع، وقد زادت الاحداث في ليبيا من تفاقم الازمة خاصة بعد دخول اللاجئين الى التراب التونسي، لكن نحن نقوم بمجهود كبير من أجل انقاذ الموقف خاصة بالنسبة الى الموسم المقبل. عمليا، ماذا فعلتم من أجل ذلك؟ لقد قمنا بحملة اعلامية في الصحف الكندية، كما قامت التلفزة الكندية ببث برامج وثائقية حول الجنوب التونسي في نهاية شهر جانفي. كما قامت قناة (océon.Tv) ببث سلسلة برامج وثائقية عن المدن السياحية في تونس أيام 7 و8 و9 مارس، وقبلها بثت برنامجا وثائقيا عن جزيرة قرقنة خلال شهر فيفري. وهل ستتواصل هذه الحملة الاعلامية؟ طبعا، سنرسل وفدا صحفيا الى تونس من 9 الى 17 أفريل المقبل كما سنرسل أكثر من 20 ممثلا لوكالات أسفار كندية في الفترة من 8 الى 19 أفريل 2011، كما سنشارك في صالون أوتارا للسياحة يومي 2 و3 أفريل، ولنا مشاركة في مهرجان توليب السياحي الذي سيقام من 14 الى 24 ماي 2011، وسنحرص من خلال حضورنا المكثف للترويج لمناطقنا السياحية خصوصا اننا نعوّل على الرصيد الذي كسبناه من ثورتنا المباركة. هل 17 ألف سائح هو أقصى ما يمكن الوصول اليه في عدد السياح الكنديين؟ لا، يمكن تطوير هذا الرقم لكن هذا يتطلب تضافر مجهود جميع الاطراف. ماذا تقصد بجميع الأطراف؟ نحن كديوان السياحة وكوزارة السياحة نقوم بمجهود كبير من أجل الاستغلال الامثل للسوق الكندية من خلال الحضور المكثف في المعارض والصالونات السياحية، كما نقوم بحملات اعلامية متواصلة، لكن أدعو المهنيين الى الحضور باعداد كبيرة في هذه التظاهرات، وخاصة في صالون مونريال، هناك أيضا مشكل النقل فنحن ننتظر فتح الخط الجوي المباشر بين تونسومونريال خصوصا بعد أن تم الاتفاق الرسمي على ذلك بين تونسوكندا، ويبدو أن الانطلاقة ستكون مع نهاية 2011 أو بداية 2012 هذا الخط سيساعدنا كثيرا على تطوير الرقم المسجل الى حد الآن. هل أسعارنا منافسة لبقية الوجهات؟ أسعارنا منخفضة وهذا يؤثر على صورة السياحة التونسية، فمثلا الفرق بين أسعارنا وأسعار المغرب يبلغ 300 دولار، وهذا لا يخدم السياحة التونسية فعلى المهنيين مراجعة هذه المسألة. ما هي طبيعة الملاحظات التي يبديها السائح الكندي بعد زيارته تونس؟ هي ملاحظات ايجابية جدا وتتعلق بحسن الضيافة والتعامل الحسن وجودة الخدمات والجانب الامني ايضا، لكن نحن ندعو المهنيين في قطاع الصناعات التقليدية الى الاسراع في تسليم البضاعة التي يشتريها السائح الكندي، فأكثر من مرّة اضطررنا الى التدخل حتى تصل البضاعة الى صاحبها، هناك أيضا بعض الملاحظات التي يبديها السائح الكندي حول المسالك السياحية ببلادنا، لكن أعتقد أن في الفترة الأخيرة تمّ في تومس تهيئة مسالك سياحية محترمة. ما طبيعة السائح الكندي برأيكم؟ السائح الكندي يميل أكثر الى الجانب الثقافي يريد اكتشاف الثقافات والحضارات، يرغب في أن تحصل له معرفة بتاريخ البلاد التي يزورها، وهو ما يمكن ان نوفره له في تونس، يمكن أيضا أن نطوّر سياحتنا الطبية، السائح الكندي ينفق أربع مرات أكثر من السائح الاوروبي. لاحظنا في بهو المكتب، قاعة مهيأة ومجهزة بشاشة؟ هي قاعة وقعت تهيئتها لاستقبال ممثلي وكالات الاسفار لنعطيهم فكرة عن السياحة والمنشآت السياحية ببلادنا وذلك من خلال بث أشرطة وثائقية، ونمدهم بكتب وجذاذات حول سياحتنا وذلك حتى نساعدهم على «بيع» الوجهة التونسية والترويج لها.