تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم تكرار تجربة العراق بإرسال قوات برية أمريكية إلى ليبيا، وشدد على ان الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على ليبيا منذ التاسع عشر من شهر مارس الجاري حققت الكثير من الأهداف التي أشار إليها مجلس الأمن رقم 1973 لحماية المدنيين في ليبيا وتفادي وقوع مجزرة خصوصاً في بنغازي، لكنه ادعى ان حكومته لن توسع المهمة لتشمل تغيير نظام العقيد معمر القذافي. وقال أوباما في خطاب أمام جامعة الدفاع الوطني بواشنطن الليلة قبل الماضية تناول فيه الوضع في ليبيا، إنه تم إيقاف ما وصفه «الزحف القاتل» للعقيد القذافي، وأن نقل قيادة العملية العسكرية في ليبيا من الولاياتالمتحدة إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» ستكون بداية من اليوم الأربعاء. وقد أعلن في وقت لاحق أمس ان تسلّم الأطلسي قيادة العملية تأجل الى الغد. وأشار إلى أن «الناتو» تولى قيادة عملية تنفيذ حظر السلاح وحظر الطيران كما قرر الحلف تولي مسؤولية أخرى وهي حماية مدنيين ليبيين، وقال إن «الولاياتالمتحدة فعلت ما قالت إنها ستفعله، وبالإضافة إلى مسؤوليات حلف شمال الأطلسي فإننا سنعمل مع الدول الأخرى على مساعدة الشعب الليبي». حسابات أوباما وتوقع اوباما استمرار القذافي في السلطة لبعض الوقت لان قرار مجلس الأمن لا يدعو إلى تغيير النظام او الاطاحة به، وإنما يرى أن هناك وسائل أخرى مثل العقوبات وتجميد أرصدته بالخارج والتي يمكن ان تسهم في رحيله ، كما ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ايضا يريد ان يترك مهمة الاطاحة للشعب الليبي وهذا يعني ان قوات الائتلاف كلها ستتخلى عن هذه المهمة لان مجلس الأمن لم يشر اليها. ونوّه أوباما في خطابه بأن التحالف سيواصل الضغط على ما تبقى من قوات القذافي، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ستلعب دورا مساندا يتضمن الاستخبارات والدعم اللوجيستي والبحث والإنفاذ والتشويش على اتصالات القذافي، وبالتالي ستنخفض بشدة التكاليف التي يتحملها دافع الضرائب الأمريكي والمخاطر التي يواجهها الجيش الأمريكي. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة جمدت 33 مليار دولار من أموال الشعب الليبي وستحافظ عليها لبناء ليبيا في ما بعد، وقال إن «القذافي فقد ثقة شعبه ويجب أن يتنحى». واضاف «سنحرم هذا النظام من الأسلحة وسنقطع إمداده بالأموال وسنساعد المعارضة وسنعمل مع دول أخرى لتسريع اليوم الذي يترك فيه القذافي السلطة»، إلا أنه أضاف أن ذلك «قد لا يحدث بين عشية وضحاها»، مشيرا إلى أن القذافي ربما يكون بمقدوره التشبث بالسلطة، ونوه بأن توسيع المهمة العسكرية في ليبيا لتشمل تغيير النظام سيكون خطأ، وقال إن الولاياتالمتحدة لن تسمح لنفسها بتكرار أخطاء العراق. وقال «ونحن نتحدث الآن توقف زخم الهجوم الذي بدأ الزعيم الليبي في شنه على مدينة بنغازي التي كانت ستتعرض الى مذبحة يذهب ضحيتها المدنيون المسالمون والنساء والأطفال في تلك المدينة». واضاف إن «ليبيا تقع بشكل مباشر بين تونس ومصر وهما أمتان ألهمتا العالم عندما انتفض شعباهما من أجل استعادة زمام أقدارهم.. ولأكثر من أربعة عقود حكم الليبيون طاغية هو معمر القذافي حرم شعبه من الحرية وبدد ثرواتهم وقتل منافسيه في بلاده وفي الخارج وقتل أناس أبرياء بما فيها الأمريكيين، الذين قتلوا بواسطة عملاء ليبيين» في إشارة إلى حادثة تفجير لوكربي التي نفت ليبيا أي علاقة لها بها رغم أنها قدمت تعويضات إلى ضحاياها الأمريكيين تقدر ب 2.7 مليار دولار. وقال أوباما «لقد نزل الليبيون إلى الشوارع لاستعادة حقوقهم الشرعية، وبمواجهة هذه المعارضة بدأ القذافي في هجومه على شعبه». وأضاف «لقد قمنا بإجلاء الرعايا الأمريكيين كما قمنا بتوسيع العقوبات ضد القذافي في مجلس الأمن الدولي، وقد أوضحت أن القذافي قد فقد شرعيته وطلبت منه أن يتنحى، إلا أن القذافي اختار أن يصعد من هجماته على الشعب الليبي». وقال أوباما «وقبل عشرة أيام وبعد أن حاولنا إيقاف العنف ضد الشعب طالبناه بالتوقف عن حملة القتل والدمار وإلا فإنه سيحاكم دوليا بما اقترفه، لكنه صعد عملياته العسكرية وكان يحاول مهاجمة بنغازي».