القدس المحتلة بنغازي وكالات كشف وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، خلال جولته الحالية في الشرق الإوسط، إن بلاده تعمل مع مقربين للقذافي لإقناعه بالتنحي عن الحكم. كما أنها تؤكد زيادة الضغط العسكري عليه لإجباره على الرحيل. وأضاف جوبيه، في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية أمس، «أن عزلة القذافي في ازدياد مضطرد. فقد كثر المنشقون عليه في الآونة الأخيرة، وأننا تسلمنا رسائل من بعض افراد بطانته تفيد بأنهم مقتنعون بضرورة تخليه عن السلطة» مؤكدا رغم ذلك «إن (حلف الناتو) سيزيد حملته العسكرية على القذافي شدة». وبالفعل، أفاد شهود عيان عن سماع دوي سلسلة انفجارات وإطلاق رصاص في أرجاء العاصمة الليبية خلال الساعات الأولى من صباح أمس ضمن موجة من هجمات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على المدينة. وسُمعت أربعة انفجارات في وسط العاصمة أعقبتها انفجارات أخرى بعد أقل من ساعة، ثم تلتها أربعة انفجارات قوية في محيط باب العزيزية حيث مقر العقيد معمر القذافي وسط المدينة. وكانت ثكنة للحرس الشعبي تعرضت لعدة غارات الأسبوع الماضي. وأكد مسؤول في نظام العقيد معمر القذافي إن طائرات الناتو شنت عشر غارات على الأقل على أهداف داخل وحول طرابلس، مشيرا إلى أنه لم يعرف بعد ما إذا كانت هذه الغارات قد أسفرت عن سقوط ضحايا.
«ازدياد عزلة القذافي»
من ناحيته، أكد رئيس الأركان الأمريكي مايكل مولن أن عزلة الزعيم الليبي تزداد، لكن حلف شمال الاطلسي مستعد لحملة عسكرية طويلة. وقال الجنرال مولن في تصريحات للصحفيين إن انشقاق وزير النفط شكري غانم، وهو من رموز النظام، يعد من الإشارات على تزايد عزلة القذافي، وأوضح أنه تلقى تقريرا ان مجموعة من «الضباط الشباب» انشقوا أيضا. ورحب مولن بتمديد حلف الناتو عملياته العسكرية في ليبيا حتى نهاية سبتمبر المقبل مؤكدا أنه ناقش الأمر مع قادة الحلف وأن الأمور ستسير بشكل جيد حتى سبتمبر. وكان مقررا في البداية ان تنتهي مهمة الحلف الاطلسي في 27 جوان الجاري الا ان الحلفاء قرروا الاربعاء الماضي تمديد مهمتهم في ليبيا 90 يوما.
جدل في الكونغرس
ويأتي ذلك بينما تواصل الجدل داخل الكونغرس الأمريكي في شأن العمليات التي يقودها حلف الناتو ضد ليبيا. وقدم رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر الخميس مشروع قرار حول العمليات العسكرية في ليبيا داعيا الرئيس باراك اوباما الى شرح موقفه من العمليات التي. وينص مشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه اليوم الجمعة في مجلس النواب، على انه يتوجب على الرئيس ان يقدم الى الكونغرس خلال مهلة 14 يوما، تقريرا يتضمن خصوصا موقفه من كون انه لم يطلب من الكونغرس الموافقة قبل البدء بالعمليات العسكرية. وينص ايضا على ضرورة تحديد الأهداف السياسية والعسكرية للولايات المتحدة حيال ليبيا، وذكر مشروع القرار بان التصويت في الكونغرس في حالة النزاع هو «صلاحية دستورية». وجدد التأكيد على الموقف الذي اتخذه مجلس النواب الاسبوع الماضي ومنع بموجبه ارسال قوات برية إلى ليبيا. وبالاضافة الى مشروع القرار هذا، سوف يصوت مجلس النواب الجمعة ايضا على قرار قدمه النائب دينيس كوسينيش يطالب بكل وضوح بانهاء العمليات العسكرية الأمريكية في ليبيا.
مبعوث روسي
جاء ذلك بينما رفضت روسيا قرار تمديد عمليات الناتو وأعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن بلاده سترسل «مبعوثا خاصا» الى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة في النزاع الليبي. جاء ذلك في ختام اجتماع ثلاثي في روما ضم الرئيس الروسي و نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. واعرب الزعماء الثلاثة خلال اللقاء عن ارتياحهم ل»تطابق وجهات النظر» حول ليبيا، مذكرين بالاجماع الذي عبرت عنه مجموعة الثماني في اجتماع دوفيل الاسبوع الماضي للمطالبة بتنحي العقيد القذافي. وكان مدفيديف دعا قبيل ذلك الى تسوية النزاع الليبي عبر المفاوضات، وقال للصحفيين «نرغب قدر الامكان ان تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية» مقرا مع ذلك بأن المفاوضات «طريق شاقة جدا».