باريس طرابلس وكالات صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس بأن حملة القصف الجوي التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد حكومة العقيد الليبي معمر القذافي من الممكن أن تحقق أهدافها خلال أشهر معدودة. وقال خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان "يمكن أن أؤكد لكم على أننا نعتزم ضمان أن المهمة في ليبيا لا تستمر أطول من عدة أشهر". وتأتي تصريحات جوبيه متزامنة مع شن طيران "الناتو" أمس سلسلة من الغارات الجوية وصفت بأنها الأعنف التي تتعرض لها العاصمة الليبية طرابلس منذ بدء تدخله العسكري في ليبيا، حيث أشارت الأنباء إلى أن سلسلة من الانفجارات هزت المدينة، وبعد يوم من إعلان فرنسا وبريطانيا اعتزامهما نشر مروحيات لتصعيد الضغوط على قوات العقيد القذافي. كما تأتي هذه التصريحات في حين أعلنت روسيا، في تطور غير مسبوق في موقفها من الأزمة الليبية، أمس على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف اعترافها رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل هذا البلد.
3 قتلى و150 جريحا
وفي بيان تلاه أمام الصحافيين بطرابلس أمس، اعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا وجرح 150 آخرون في غارات جديدة شنها الحلف الأطلسي على العاصمة الليبية. واضاف المتحدث ان الحلف الاطلسي شن "ما بين 12 و18 غارة على ثكنة للحرس الشعبي"، وهو عبارة عن وحدات متطوعين يساندون الجيش. واوضح ان "الثكنة كانت شاغرة، ومعظم الضحايا مدنيون يقطنون بالقرب" من المكان. واستمرت الغارات التي اعتبرتها الصحافة الاجنبية في طرابلس الاعنف منذ بدء عمليات حلف شمال الاطلسي ضد نظام القذافي، اكثر من نصف ساعة واستهدفت قطاع باب العزيزية حيث مقر العقيد الليبي. وسمع دوي حوالي 15 انفجارا في هذا القطاع في حين حلقت مقاتلات على علو منخفض. وشعر المراسلون الاجانب الذين ينزلون في فندق ريكسوس، في نفس القطاع، بأن الفندق يهتز. ويبعد الفندق حوالي كيلومتر واحد عن مكان سقوط القنابل.
قنابل موجهة
ونفى الحلف مزاعم بأن الضربات استهدفت ثكنات عسكرية وقال انه استهدف مستودع آليات عسكرية في طرابلس قرب مقر القذافي. وقال الحلف في بيان "خلال الليل قصفت طائراتنا مستودعا لآليات النظام ملاصقا لمقر باب العزيزية" حيث يقيم العقيد الليبي "بواسطة قنابل موجهة". واضاف ان "هذا الموقع معروف بأنه استخدم في بداية القمع ضد الشعب في فيفري 2011 وبقي كذلك منذ ذلك الحين عبر امداده قوات النظام التي تشن هجمات ضد المدنيين الابرياء". وقال المسؤول عن عملية حلف الاطلسي في ليبيا الجنرال شارل بوشار في البيان ان "قوات القذافي لا تزال تشكل تهديدا للمدنيين وسنواصل ضرب اهداف تقف وراء هذا العنف".
تطور في الموقف الروسي
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ولأول مرة أن روسيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل هذا البلد. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن لافروف قوله "التقيت بممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الرحمن شلقم. وخلال المباحثات أكد شلقم أن المجلس لا يطلب الاعتراف به ممثلاً شرعيا وحيدا للشعب الليبي وإنما يطلب الاعتراف به شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقل ليبيا". وأضاف أن اللقاء جرى على هذا الأساس. وكان شلقم قال في ختام مباحثاته مع لافروف "هناك تفاهم في قضية الاعتراف بحكومة المعارضة في بنغازي. استقبلني وزير الخارجية الروسي في موسكو، وهذا دليل على دور المجلس ومكانته". وأعلن أن المعارضة الليبية لا تنوي إجراء مفاوضات مع العقيد معمر القذافي، وأكد في الوقت ذاته أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي يعارض شن عملية برية من قبل الناتو في ليبيا. وفي تطور آخر، اعلن مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان في بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، انه سلم المجلس الوطني الانتقالي الليبي "دعوة" رسمية لفتح مكتب تمثيلي في واشنطن. وقال فيلتمان خلال مؤتمر صحافي "لقد سلمت باسم الرئيس (باراك) اوباما المجلس الوطني الانتقالي دعوة رسمية لفتح ممثلية في واشنطن". واضاف "نحن مسرورون بأنهم قبلوا الدعوة". وكانت الخارجية الأمريكية قد دعت في وقت سابق أول أمس العقيد القذافي الى التنحي ومغادرة ليبيا. وجاء في بيان للخارجية الأمريكية ان "الولاياتالمتحدة مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى ان على القذافي ان يتنحى ويغادر البلاد".