في اطار الدورة الرابعة من تظاهرة «قبل أن نكبر» التي تحتضنها دار الثقافة ابن رشيق من 20 مارس الى 3 أفريل بمناسبة حلول عطلة الربيع احتضنت الدار الخميس الماضي عرض مسرحية «أكسجين» للمخرج صلاح الدين مصدق تمثيل سهام مصدق ومجموعة من الشباب. العرض حضره مجموعة من الأطفال من أعمار مختلفة اختاروا هذا العمل من بين مجموعة من العروض لما يحمله في باطنه من تحسيس وتوعية بضرورة المحافظة على البيئة وذلك حسب ما اطلعوا عليه في السيناريو قبل دخولهم العرض. تناسق بين الألوان والأصوات ميز المسرحية التي تتناول التوعية من مخاطر التلوث اختار مخرجها أن تكون (الألوان الداكنة) فيها الى جانب الموسيقى الصاخبة تعبيرا عن التلوث البيئي، إذ يتشح الركح بسواد اللباس وصخب الصوت مما جعل المشهد مخيفا بعض الشيء ويوحي بخطورة التلوث. كما انتقى المخرج الألوان الفاتحة والمزهرة مع الموسيقى الهادئة للشخصيات التي تجسد النظافة أو بالأحرى الجانب المهدد بالتلوث على غرار الهواء والماء والأزهار. وقد عبر العديد من الحضور الأطفال والأولياء أيضا عن استمتاعهم بهذا العرض الذي تفاعلوا معه، عندما نزل الممثلون من الركح وقاموا بتوزيع مناشير كتب عليها «الماء والهواء سر البقاء»، داعين الأطفال الى تكرار هذه العبارة محاولة منهم ترسيخ قيم المحافظة على نظافة هذين المكونين الأساسيين في حياة الانسان. اضافة الى الجانب التوعوي التحسيسي، استمتع الأطفال كثيرا بالضحك، فقد تميز هذا العرض بالفكاهة التي داعبت عقول الأطفال وأمتعتهم. وقد أكد لنا المخرج صلاح الدين مصدق في إشارة الى التفاعل الكبير بين الطفل والممثل أن «هدفنا بالأساس كفريق عمل في هذه المسرحية هو هذا التفاعل الذي رأيناه». فالمسرح الموجه الى الطفل يكون أصعب من الذي يوجه الى البالغ في تناول الموضوع وطريقة طرحه. كما أضاف المخرج أن موضوع المسرحية «التوعية من مخاطر التلوث» يمتاز بالديمومة. كما أن طريقة تناوله وطرحه تتميز بجمع التثقيف والتوعية الى جانب الضحك.