منذ أيام قدّم المخرج القدير رؤوف الجربي عمله المسرحي الجديد الموجه للناشئة وعنوانه «العروسة الحكيمة».. ويتواصل عرض هذه المسرحيّة بفضاءات مختلفة للأطفال بسوسة وتونس العاصمة. وقد تابعنا أحد هذه العروض ووقفنا على نقاط فنية وتربويّة هامة تستحق الابراز. فعلى مستوى تقني اعتمد المخرج على شخصيات آدمية مثل طارق الزرقاطي ونصر الدين دغمان ونرجس المخنيني وزهرة بن بلقاسم وعلى شخصيات ورقيّة أو الدمى المسرحية وقد تطلب هذا الأمر التصوّر الفني الذي انبنى عليه العمل حيث الحكاية داخل الحكاية ويحقق هذا الجانب للطفل عالم الطرافة والغرابة حتى يستطيع العمل أن يشد جمهور الأطفال ولا يملّونه. وعلى مستوى الاختيارات الموسيقية أو الأضواء أو حتى على مستوى عربية النص فقد استطاع المخرج رؤوف الجربي أن يبتعد عن الأسلوب التعليمي أو عن أسلوب الوعظ والارشاد ليقدم بطريقة ضمنية عدة رسائل تربويّة وذوقيّة. وعرض «العروسة الحكيمة» يدعم الخطوات الهامة التي خطاها المخرج رؤوف الجربي في الأعمال التي قدمها للأطفال مثل «دون كيشوت»، «رحلة الفضاء»، «بين المحطة والأسوار». والمتابع لهذه الأعمال المذكورة يستنتج بجلاء أن المخرج رؤوف الجربي استفاد كثيرا من السينما التي اشتغل فيها مدة سنوات عديدة من تونس ومن الخارج مع فرنكو روسي وزيفريلي. وقد وظف المخرج التقنية السينمائية في الأعمال المسرحية المذكوراة بدون تعسف.. بل زادت الركح جمالية اضافية.