قدّم الفنان المسرحي والموسيقي فرحات الجديد يوم الاحد 6 ديسمبر الجاري في دار الثقافة ابن رشيق مسرحيته الجديدة «طائر السلام» التي جمع فيها بين ليلى الرزقي ومنال لحمر ونزار الكشو. المسرحية في عرضها الأول تابعها مجموعة كبيرة من الاطفال والأمهات وهي من انتاج أمواج بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. فرحات الجديد بدأ مسيرته المسرحية في عمر مبكّر في المركز الوطني لفن العرائس عندما كوّن فرقة للعرائس مع المرحومين رشاد المنّاعي ومنصف بالحاج يحيى وقد عمل في الفرقة ممثلا ومحرّك عرائس قبل ان يبدأ مسيرته كمخرج فقدّم «الجزاء» و«السيرك» و«الشجرة الطيبة» و«أميرة البحار» و«الشيخ واللصوص» و«البئر» و«يوم العيد»، وقد كانت هذه الاعمال موزعة بين المركز الوطني لفن العرائس والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف وفرقة بلدية تونس للتمثيل ومع زاد الفنون وأمواج الى جانب تأليفه لموسيقى عشرات المسرحيات الموجهة للطفل. تجربة «طائر السلام» مسرحية تؤكد نضج تجربة فرحات الجديد وتمرّسه بعالم الطفل وبالمسرح الموجه للأطفال الذي يجب أن يراعي مجموعة من الشروط البيداغوجية الى جانب شروطه الفنية طبعا، وواضح ان الجديد استفاد من تجربته الطويلة في التدريس والتعامل مع الاطفال وقد كان هذا العمل المسرحي مبنيا على الفرجة وجمالية الديكور الذي يفسح المجال للطفل للخيال والحلم الى جانب التفاعل مع الموسيقى والحكاية... حكاية. بلبل جميل الصوت يعجب بحديقة قصر شهبندر التجار فيتخذها مسكنا ويبدأ كل يوم نهاره بالغناء فتعجب به سماح جارية شهبندر التجار التي تدمن الاستماع اليه خلسة. يعود شهبندر التجار من سفره فيفاجأ بالبلبل ويقرر التخلّص منه، عندها تتدخل سماح وتقترح عليه ان يغني له ما يشاء ومتى يشاء عوضا عن التخلص منه مقابل وجوده في حديقة القصر. لكن الشهبندر يصرّ على ان يسجنه في القفص فيرفض البلبل الغناء. تساعد سماح البلبل على الهروب فيسجنها الشهبندر بدلا عنه، يتسلل البلبل الى القصر ويطلق سراح سماح ويدبّر مكيدة للشهبندر الذي يجد نفسه في القفص. كوميديا المسرحية فيها الكثير من المواقف الهزلية التي تفاعل معها الاطفال بالضحك وتهدف المسرحية الى تنشئة الطفل على قيم الحب والتسامح والحرية في أسلوب موسيقي اذ تضمّنت المسرحية الكثير من الغناء والموسيقى. وكانت المسرحية وفية للأسلوب الذي عرف به فرحات الجديد في أعماله السابقة التي لم تخل من الموسيقى.