تونس الشروق : افتتحت مساء أول أمس بالعاصمة الدورة السنوية لجمعية الدراسات الدولية التي تقام هذه السنة تحت عنوان «علاقات دولية، الاستراتيجيات الجديدة». وقد ألقت السيدة سيدة الشتيوي كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية بالمناسبة مداخلة أكدت فيها خاصة ان عالم اليوم يتطلب توفر رؤية شاملة وعمل جماعي يأخذان في الاعتبار العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستديمة ويرتكزان على تمش سياسي يعتمد الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولاحظت ان منظمة الاممالمتحدة التي انشئت بهدف تحقيق السلم في العالم فشلت في ذلك على الرغم من المبادرات والتصورات المتعددة التي وضعتها بهدف ارساء السلام في العالم. وذكّرت بما تم التوصل اليه خلال قمة الألفية في سبتمبر من اجماع دولي على المثل العليا الأممية المنصوص عليها بميثاق المنظمة. وذكّرت بمواقف تونس الداعية الى رؤية أكثر عدلا للعلاقات الدولية في اطار ديبلوماسية شاملة تعتمد ميثاق الأممالمتحدة وخاصة تلك المبادئ التي تنص بوضوح على ضرورة حل كل الخلافات الدولية بطريقة شاملة ومنصفة. وقالت : «ان تونس تحت القيادة المتبصّرة للرئيس زين العابدين بن علي لم تنفكّ تؤكد الترابط القائم بين السلم والأمن والتنمية في العالم». وأشارت الى ان تونس شاركت بنشاط خلال السنوات الأخيرة في جهود المجموعة الدولية الهادفة الى اعادة التفكير في العلاقات الدولية وارساء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا مبني على مبادئ السلم والامن والتضامن والتعاون بين سائر أعضائه. وقالت ان تونس شاركت في مختلف المؤتمرات الدولية الهادفة الى ايجاد عالم اكثر عدلا وتوازنا، مذكرة بأن تونس التي اقترحت مبادرات سلام بنّاءة، عملت الى آخر لحظة لمنع وقوع حرب ثانية في العراق. وذكّرت بالدعوة التي وجهها رئيس الدولة لمعالجة أزمة الدين لدى الدول الاقل فقرا ولتوفير الظروف التي تمكّن الدول النامية من تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي والتي توجت بالدعوة الى تنظيم قمة مجتمع المعلومات. وأكدت ان منظمة الأممالمتحدة قد نجحت في تجاوز الامتحان الاخطر في تاريخها وهي الازمة العراقية وان الدول أصبحت مقتنعة أكثر من اي وقت مضى بأن منظمة الأممالمتحدة تظل الأداة الأساسية لعمل جماعي فّعال. الدورة الحالية لجمعية الدراسات الدولية تستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي حيث يتداول على منبر الجمعية شخصيات سياسية وأكاديمية هامة منهم الكاتب والمؤرخ الفرنسي بول ماري دي لاغورس او المؤرخ الفرنسي رالف شور وفرانسوا داغوزان وكرستوف رومير واندري مارتيل ونيكول غريمو وخطار أبو ذياب وانطوان صفيّر وعبد الله التركماني... ومن تونس الأستاذ خليفة شاطر وأحمد ونيّس والحبيب بولعراس والباجي قايد السبسي وفيصل الاخوة وأحمد ادريس وغيرهم... وتتراوح المواضيع المطروحة للدراسة بين الشرق الاوسط الكبير والتحديات الدولية وتوسيع الاتحاد الاوروبي والشراكة الاورومتوسطية.. وبين الاستراتيجية الروسية وادماج المهاجرين او حوار الحضارات... وقد تحدّث في الجلسة الافتتاحية خلال مناقشة محاور الدورة كل من السيد رشيد ادريس رئيس جمعية الدراسات الدولية العائد بعد غياب طويل بسبب المرض وبول ماري دي لاغورس ورالف شور حيث تم التركيز على ما تشهده العلاقات الدولية من تفرّد وسيطرة جهة واحدة.