خرج مئات الآلاف من اليمنيين امس في مظاهرات حاشدة ما بين مؤيد ومعارض للرئيس علي عبد الله صالح، الذي تعهد امام انصاره بالتضحية «بالغالي والنفيس من أجل الشعب»، فيما دعته المعارضة الى تقديم «تضحية وحيدة» وهي ان يتنحى عن الحكم. واحتشد مئات الآلاف في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء أمس تأييدا للرئيس في إطار ما سمي بجمعة «الإخاء» فيما احتشد مئات الآلاف بساحة التغيير في إطار ما أسمته المعارضة بجمعة «الخلاص». استعدادا للتضحية! وقال الرئيس اليمني في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي «اتعهد لكم أنني سأفدي هذا الشعب بالروح وبالدم... سأضحي بالدم والغالي والنفيس من أجل جماهير شعبنا اليمني العظيم». وتوجه صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما بالشكر الى مؤيديه الذين احتشدوا لنصرته وسط العاصمة اليمنية. وأضاف في خطابه الذي لم يتجاوز الدقيقتين «لن أرد على أحد لكن الشكر والتقدير للأبناء الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا، الا انه تمنى على المعارضين له ان «يكون خطابهم حصيفا ومسؤولا يخاطبون به الجماهير دون ان يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة». وعلى غير المعتاد فقد ظهر الرئيس اليمني امس في حالة ارهاق وتعب وربما ذلك ما يفسر تقديمه لخطاب مقتضب ولا يتماشى مع الحشود الكبيرة التي حشدها نظامه. تضحية واحدة تكفي وغير بعيد من ميدان السبعين قال المتحدث باسم «اللقاء المشترك» الذي يجمع أحزاب المعارضة البرلمانية، محمد الصبري في تصريح لقناة «العربية» ردّا على خطاب صالح ان «الشعب يريد منه تضحية واحدة وهي ان يتنحى». وبدا التوتر واضحا امس في شوارع العاصمة اليمنية التي انقسمت الى شطرين وتضاعفت حواجز الجيش والقوات الأمنية الاخرى عند مداخل الساحات المؤدية الى المظاهرات واتخذت اجراءات امنية غير مسبوقة بدت معها شوارع رئيسية في صنعاء مغلقة بالكامل. وأكد رئيس حركة «شباب 3فيفري» عادل الوليبي للوكالة الفرنسية للانباء ان «اعداد المتظاهرين تخطت تلك التي سجلت في المظاهرات السابقة... نحن على كل حال سنواصل الضغوط من خلال اعتصامنا... سنحاول التوسع نحو مناطق جديدة». وشدد الوليبي على ان صالح «مشهور بالرئيس الكذاب وليس لكلامه اي اهمية». وعلى صعيد آخر دعت فرنسا أمس السلطات اليمنية الى الإيفاء بتعهداتها وحماية كافة المتظاهرين واتخاذ قرارات على وجه السرعة للانطلاق في مرحلة انتقالية سلمية. ومن جانبها حثت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا أمس رعاياها في اليمن على مغادرته فورا.