الثورة... التعتيم... والتأويلات؟؟ قد ينتبه القارئ جيدا الى محاولة الكثيرين من المورطين في العهد البائد الى تطهير أنفسهم من الشوائب التي التصقت بهم على مر السنين ليعتمدوا في تدخلاتهم وردودهم وتوضيحاتهم وحواراتهم كلمة «العهد البائد» متجاهلين حقيقة انتمائهم اليه ومحاولين الركوب على صهوة الحاضر و«طاح الكاف على الظل» وكأنه شيء لم يقع... كما أنهم يحرصون على التجني ضد كل من يشير اليهم والى ممارساتهم وتجاوزاتهم ويتهمون بأن رياح الثورة لم تعصف به بعد... لتنقلب المفاهيم ويصبح الجلاد ضحية... والضحية جلادا خاصة أن «الجلادين» معروفون بالتلون والتزوير والمغالطة متناسين أن التونسيين أذكياء ويعرفون كل الحقائق. ويضحكون من الذين «يتغيرون» بسرعة ليظلوا في المشهد واقفين... والحال أن وقوفهم أعرج وعلى صفيح ساخن قد يمهد لسقوطهم بين الفينة والأخرى!!؟ لا رقيب ولا حسيب؟؟!! ما نراه في المشهد السياسي والاجتماعي نرى أكثر منه في المشهد الرياضي الذي ظل لسنوات طويلة دون رقيب ولا حسيب غير أنه وان صمت الكثيرون من السياسيين وغيرهم حين تم تناول الفساد في المؤسسات العمومية فإن بعض المسؤولين في الجامعات الرياضية ثارت ثائرتهم حين فتحنا ملف الفساد الرياضي باعتبار أنهم مورطون وذلك بالحجج والوثائق وكانوا يعتقدون أن الرياضة لا يمكن تناولها في مثل هذه الفترة والحال أن التجاوزات المالية والادارية والاخلالات والفساد أهدرت المليارات التي تبقى من المال العمومي ولذلك لابد من محاسبتهم وعدم التردد في فتح التحقيق مع كل مورط اعتدى على البلاد واختلس مالها وتطلعات شبابها ورياضييها خاصة أن اعتصامات الرياضيين كثيرة وفي أكثر من جامعة وهيكل. التنمية والتشغيل أولا... وأخيرا... أكد بعض المواطنين وفي أكثر من جهة أنهم وبقدر ما يعتبرون تعدد الاحزاب ولو بمثل العدد الذي عرفته بلادنا بعد الثورة ظاهرة صحية فإنهم ينتظرون التنمية والتشغيل التي تعتبر أهم ثمرة يمكن جنيها بعد 14 جانفي 2011... وهو ما تجلى عند زيارة أكثر من سياسي الى الجهات. التعتيم... والتأويلات؟ قد تتضح الحقائق دون مساحيق في ظل التحولات السياسية وقد يدرك المواطن ماله وما عليه غير أن الضرورة تستوجب التوضيح والاعلان المبكر عن كل شيء بعيدا عن التعتيم باعتبار أن هذا التعتيم لا يمهد الا للتأويلات والاشاعات والقراءات والتي قد تبدو كلها ممثلة لنصف الحقيقة أو لغيابها تماما باعتبار غياب المعطيات التي دونها تبقى الأشياء غامضة «غامضة»!!!؟؟ الثورة... المعتصمون والانتهازيون؟؟ صرح المعتصمون أنهم لم يستفيدوا من الثورة التي صنعوها وساهموا في انجازها مقابل حرص الكثيرين من الاحزاب وغيرهم على الالتفاف بها واعتبارها «خبزة مرطبات» يريدون اقتسامها مترجمين ذلك في المنابر الصحفية وخاصة في القنوات وأيضا في الفضاءات السياسية والهياكل الجديدة ليبقى الصراع مستمرا ويبقى معه الركوب على الثورة وعلى صهوتها سهلا لمن ظلوا ينتهزون...!!!؟؟