على الصهاينة ستدور الدوائر...وماذا لو كان التصرّف سليما دون ظواهر ؟ هل أن ثورة تونس المباركة التي اندلعت يوم 14 جانفي الماضي وأطاحت بالدكتاتور الجبان كانت سببا في التحرك العربي الذي أطاح في مصر بالديناصور حسني مبارك ومازال يرنو الى تنحية المدمّر القذافي في ليبيا وغيره من بالمتعلقين بالكراسي والطغيان والسيطرة في اليمن والبحرين وعمان وأيضا في الجزائر والسعودية وربما في غيرها من البلدن... أم أن أيادي خفية وقوى أخرى تدعم كل هذا للدفاع عن مصالحها التي تكمن أساسا في ربح الوقت والحال ان هذه الأيادي الخفية قد لا تعلم ان كل هذه الثورات ويقدر ما تترجم حقيقة الكرامة والحرية فإنها أيضا تمهّد لضرب الأعداء الصهاينة والامبرياليين من اجل تحرير فلسطين.. وعندها فقط تكون الثورة العربية قد حققت أهدافها من المحيط الى الخليج. أسرار... وتأويل؟؟!! رغم دعوة كل القوى الحية الى عدم التعتيم وتحرير الاعلام وابراز كل ما يحدث في الجلسات والاجتماعات وذلك باعتبار ان الشعب دافع في ثورته الخالدة عن حقه في الاعلام وأيضا فإن الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة المؤقت الاستاذ الباجي قائد السبسي بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد مازال سريا ومعتّما على تفاصيله بشكل كبير مما فسح المجال الى التأويل وخاصة بعد تغيير الموقف من النقيض الى النقيض..!!؟؟ إن لم تستح... فافعل ما شئت «الحياء جمال في المرأة وفضيلة في الرجل» هو مثل عربي معروف ولكننا في المقابل نجد مثلا «إذا لم تستح... فافعل ما شئت» ولذلك فإن الكثيرين من الذين تورطوا في العهد البائد ولطخوا أياديهم وملفاتهم يحرصون اليوم في مرحلة الثورة وما بعدها على «تطهير» أنفسهم عساهم يجدون المواقع التي يرنون الى الحصول عليها حيث يتكلّمون بالثورة ويتشدّقون بمبادئها ويحاولون الركوب على صهوتها... ولكن الحقيقة تبقى مثل الشمس ساطعة وتبهر عيون الكاذبين الذين لا يختلف عاقلان انهم مثل «الخفافيش» لا يعيشون ولا «يطيرون» الا في الليل..؟؟!! رأس جدير بالتفكير في «راس الجدير» «راس الجدير» الذي احتضن الوافدين علينا من ليبيا من الاشقاء والأصدقاء أكد أنه جدير بالاهتمام والالتحام والتنمية وترسيخ الأمان فيه حاضرا وأيضا مستقبلا لتنجز فيه النزل والفضاءات التي يمكن ان تحتضن الوافدين علينا من الحدود الليبي باعتبار ان المسألة التي تكررت أكثر من مرة في عهود سابقة وتجلت هذه المرة بصفة واضحة أصبحت «كارثية» بشهادة الرأي العام العالمي والمنظمات الانسانية الدولية.. ولذلك لابد من رأس جدير بالتفكير في «راس الجدير» الذي والحق يقال أثبت ان التونسيين مثال ونموذج في التضامن الحقيقي والتفاعل الايجابي والانصهار في منظومة الانسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. أكواخ من طين وقصدير... في ليبيا؟؟ شخصيا وإن زرت عديد البلدان الاخرى فإن الظروف لم تسمح لي بزيارة الشقيقة ليبيا التي اعتز بصداقة عديد الزملاء والمناضلين فيها غير أنني وفي متابعة لإحدى القنوات العربية لم أكن اعتقد بالمرة أن في المدن الليبية أحياء مبنية مساكنها بالطين والقصدير باعتبار ان الشقيقة ليبيا ثرية بنفطها وبثرواتها.. ولكن تلك هي الأنظمة العربية التي لا تهتم بشعوبها ولا تبالي للفقر والبؤس بقدر ما تكترث فقط لكراسيها ومواقع عائلاتها والزبانية الفاسدة!!! بين الانتصار... والانكسار؟؟ رغم ان كثيرهم وهم من الفنانين والمطربين أصبحوا يتغنون بالثورة وبالثوار منتشين بالانتصار فإنهم لا يعلمون أن الذاكرة الشعبية ومهما كانت قصيرة فإنها مازالت تحمل في طياتها أناشيد الانكسار وتتضمن المناشدة والاصرار على التقرب من عائلة الفساد والاستبداد والتطوع بالغناء في «فرحة شباب تونس» لصاحبها صهر الرئيس المخلوع.. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يخدع هؤلاء الفنانون الشعب أم أنفسهم؟ ماذا لو كان التصرّف سليما؟؟ منذ توغلنا في ثنايا سوء تصرف بعض المؤسسات الوطنية التونسية على غرار المجمع الكيمياوي وعديد الأطراف تتصل بنا وتحرص على تقديم الوثائق التي تثبت تورط المؤسسات التي يعملون فيها حتى اعتقدنا ان أغلب شركاتنا الوطنية مورطة ومنصهرة في منظومة الفساد وبنسبة كبيرة جدا.. ومع ذلك فإن بلادنا وحتى إن دفع الشعب الضريبة.. لم تغرق سفينتها بالشكل الذي يجعلنا مثل الصومال او بنغلاداش او الطوغو او البينين.. فماذا لو كان التصرف سليما؟؟