احتشد صباح أمس المئات من أهالي منطقة الشقارنية (معتمدية النفيضة) امام الطريق السيارة الرابطة بين العاصمة ومدينة سوسة وأمام الطريق الوطنية رقم واحد مما عطل سير جمع العربات والسيارات وتسبب في فصل العاصمة عن مدينة سوسة. بعض المعتصمين أكدوا ل «الشروق»: انهم لجؤوا الى هذا الاعتصام لإبلاغ أصواتهم خاصة امام تجاهل جل مسؤولي العهد السابق لنداءاتهم العديدة. وكان مطلب أهالي منطقة «الشقارنية» واحدا وهو الغلق النهائي لمصنع الجلود بالمنطقة. وقد أكد العديد منهم ان هذا المصنع المنتصب منذ سنة 94 بالمنطقة داخل احدى الأراضي الفلاحية التي تم الاستحواذ عليها حسب ما صرّحوا به بطرق مسترابة يعد كارثة بيئية بأتم معنى الكلمة خاصة أمام السوائل الكيميائية المتسربة منه والتي قضت على أشجار الزيتون بالجهة وأضرّت حتى بالمائدة المائية بالاضافة الى الروائح الكريهة جدّا المنبعثة من هذه السوائل. ويؤكد العديد من الأهالي ل «الشروق» ان هذه المواد السامة المتسربة من المصنع قد تسببت في عدة أمراض منتشرة بالجهة... كقصر النظر والأمراض الجلدية.. 4860 شكوى كما يؤكد احد المواطنين ان الرقم الأخضر لوزارة البيئة سابقا قد سجل 4860 شكوى من أهالي منطقة «الشڤارنية» في الغرض ورغم قرارات الغلق التي أتخذت سابقا عدة مرات سنة 96 و97 و2001 الا انها لم تنفذ وظلت حبرا على ورق. فض الاعتصام الاعتصام تواصل طوال صباح أمس امام انتشار كبير لأعوان الجيش التونسي والحرس الوطني اضافة الى تعليق عدة مروحيات تابعة للجيش فوق مكان الاعتصام. ولم يتم التوصل الى حلول الا مع الساعة منتصف النهار تقريبا حيث أمضى صاحب المصنع على وثيقة قدمت للأهالي بقرار يتعهد فيها بغلق المصنع مع امهاله 3 أيام لنقل معداته. وقد نزلت هذه الوثيقة بردا وسلاما على المعتصمين الذين قرروا فض اعتصامهم منبهين الى ضرورة تطبيق هذا القرار سريعا.