في اطار الاستعداد لموسم تجميع الحبوب المقبل، انطلقت التحضيرات منذ شهر فيفري المنقضي بتنظيم ندوة أشرف عليها الرئيس المدير العام لديوان الحبوب وشاركت فيها مجموعة هامة من اطارات الديوان وذلك حرصا من الديوان على تأطير حلقة التجميع وتنظيمها من جهة واختصاصه بدور المخزن والمتعامل الوحيد مع المطاحن من جهة أخرى، وتمثلت أشغال هذه الندوة في تكوين ورشات عمل تمحورت حول الجوانب الترتيبية المتعلقة بالموسم الفلاحي من جميع النواحي، وانبثقت عن هذه الأشغال توصيات هامة لها علاقة بحسن سير عملية التجميع والخزن. وفي اطار تفعيل هذه التوصيات تم تكوين ثلاث لجان ، تناولت المحاور ذات الصلة بضبط قائمة المراكز المزمع استغلالها خلال الموسم المقبل ومدى جاهزيتها سواء لدى الديوان أو المجمعين الخواص أو الشركات التعاونية، علما بأن عدد مراكز التجميع بمختلف الولايات يبلغ 205 مراكز. وقد تقرر في نفس السياق دعوة المجمعين الى حضور جلسة عمل بمقر الديوان لتدارس قائمة المراكز وغيرها من الاستعدادات بداية من يوم الجمعة 8 أفريل الجاري. تم خلال الفترة المنقضية تنظيم جلسة عمل بمقر وزارة الفلاحة والبيئة بإشراف كاتب الدولة والرئيس المدير العام لديوان الحبوب وبمشاركة ممثلي المجمعين الخواص والشركات التعاونية أكد خلالها الجميع عزمهم على إنجاح الموسم الفلاحي على جميع المستويات معبرين عن استعدادهم التام للتعاون مع الفلاحين والديوان لما فيه خير الوطن واتخاذ ما يلزم من احتياطات في الغرض. كما اهتمت هذه اللجان بتوفير فضاءات خزن اضافية لمجابهة هذا الموسم الواعد، أمام ضعف طاقات الخزن المتوفرة بمناطق التجميع حيث يعتزم التعويل على فضاءات خزن اضافية بالجهات في اطار التسويغ للمحافظة على المخزون. وفي نفس الاطار حرصت اللجان على وضع برنامج لإجلاء المخزونات المتوفرة لدى المجمعين وذلك بعد ضبطها بعنوان صابة 2010 ، في أجل أقصاه موفى شهر أفريل الجاري قصد فسح المجال لعملية صيانة المخازن والخزانات والقيام بالتحضيرات الضرورية لقبول منتوج الموسم المقبل والمحافظة عليه في أحسن الظروف. ولتحقيق هذا الهدف يعمل الديوان على تنشيط عملية الصيانة التي تؤمنها ثلاثة فرق من فنيين تابعين له وذلك بداية من يوم 10 أفريل الجاري عن طريق الزيارات الميدانية للخزانات. كما اهتمت هذه اللجان بتحيين الاتفاقية المنظمة لممارسة نشا التجميع وتحديد واجبات وحقوق الأطراف المتدخلة، وكذلك كراس الشروط التي شهدت بعض التنقيحات، وشملت عملية التحيين كذلك الإجراءات التنظيمية الخاصة بعملية شراء الحبوب المحلية وباقي الإجراءات ذات الصلة. وكانت عملية تمويل شراءات الشركات التعاونية محل اهتمام ومتابعة من طرف الأطراف المعنية كما سيتم أيضا وبتنسيق مع وزارة الإشراف عقد جلسة عمل مع البنك الوطني الفلاحي بخصوص الاستعداد للموسم. وحظي محور التحكم في الجودة باهتمام وعناية كبيرين حيث ركزت اللجان كل أهميتها على مراجعة النصوص الترتيبية من سلم التعيير والأمر الموسمي وإجراءات التعامل مع الحالات الإعتراضية. وتم في هذا السياق مراسلة المجمعين قصد مد الديوان بقائمة في المخابر التابعة لهم والمزمع استغلالها لتحليل الحبوب المجمعة خلال الموسم المقبل على أن تقع معاينتها من طرف اللجنة المشتركة والمحدثة بمقرر وزاري للمصادقة عليها من عدمه. وفي نفس الاطار تعهد الديوان بإنجاز برنامج تكوين في مجالات التعيير وأخذ العينات والمحافظة على المخزون لفائدة أعوان المجمعين والشركات التعاونية. ويضاف الى هذه المجهودات المبذولة من طرف ديوان الحبوب لفائدة المنظومة مشروع تركيز أربعة مخابر متنقلة يشرف عليها الديوان عن طريق ادارة التنمية والجودة التي حرصت على غرار المواسم المنقضية على إصدار مطويات ومعلقات لفائدة الفلاحين قصد توعيتهم للمحافظة على حقوقهم عن طريق الاحتفاظ بالعينة الراجعة لهم أثناء تقديم محصولهم لفائدة المجمع وسيكون حتما لهذه المخابر دور إيجابي لإعطاء كل ذي حق حقه. كما لا يفوتنا أن نذكر بالأهمية القصوى التي يوليها الديوان لقطاع النقل الذي يمثل حلقة هامة في منظومة التجميع وفي هذه الظروف الاستثنائية. حيث تمت برمجة جلسات عمل مع الناقلين قصد التنسيق معهم لتأمين نقل الحبوب المجمعة الى الخزانات المحورية في أحسن الظروف أن هذا الموسم يتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم وكذلك موعد انتخابات المجلس التأسيسي. كما علمنا أن الرئيس المدير العام لديوان الحبوب والمديرة العامة للإنتاج الفلاحي والمدير العام لمعهد الزراعات الكبرى بوزارة الفلاحة والبيئة انطلقوا في زيارات ميدانية الى الولايات وحضور الاجتماعات التي شرع السادة الولاة في الاشراف عليها للإعداد لانطلاق موسم الحصاد في أفضل الظروف. وتقدر صابة الحبوب لهذا الموسم حسب المعطيات المطرية بإنتاج حوالي 20 مليون قنطار من القمح الصلب والقمح الليّن والشعير علما بأن شهر أفريل يبقى هو الفيصل بنزول الأمطار خلاله للوصول الى هذا الرقم وان شاء الله «ربي يوصل بالسالم».