استقبل السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة في مكتبه صباح أول أمس الثلاثاء مجموعة من السينمائيين لبحث المشاركة التونسية في مهرجان «كان» السينمائي وأكد الوزير أن المشاركة هي من شأن السينمائيين وهياكلهم ودور الوزارة هو الدعم فقط دون أن تتدخل في مضمون المشاركة وأشار في هذا الصدد أن مهرجان «كان» هو فرصة نادرة تتاح لتونس لتسويق صورتها الجديدة بعد ثورة 14 جانفي. هذا اللقاء حضره نجيب عياد ولطفي العيوني ومصلح كريم والحبيب عطية ونوفل صاحب الطابع وعماد مرزوق. الوزير أعلن في هذا اللقاء عن بعث المركز الوطني للسينما بمساعدة من وزارة الثقافة الفرنسية ووافق على طلب السينمائيين بتشكيل لجنتي المساعدة على الانتاج السينمائي والشراءات في أقرب وقت ممكن ووعد الوزير بتشكيل اللجنتين في أقرب وقت حتى تنظرا في المشاريع المقترحة قبل مهرجان «كان» بما يمكن المنتجين التونسيين من البحث عن تمويلات تكميلية لمشاريعهم. وقرر الوزير أيضا تمكين جمعية السينمائيين التونسيين من مقر في دار الجمعيات الثقافية بالعاشورية وهو المقر الذي كانت تشغله سابقا. أفلام المشاركة التونسية في المهرجان ستتمثل في عرض شريط وثائقي عن تونسالجديدة سيعرض للعموم على شاشات في الشارع ليشاهدها أكبر عدد ممكن من رواد مهرجان «كان» الذين يصل عددهم الى 800 ألف زائر كما يسعى المنتج نجيب عياد الى ترشيح شريطه «مملكة النمل» من أخراج شوقي الماجري للمسابقة الرسمية الى جانب الشريط الوثائقي «لا خوف بعد اليوم» للمنتج الحبيب عطية والمخرج مراد بالشيخ وحوالي 30 شريطا قصيرا. الوزير وعد أيضا بتمكين الغرفة الوطنية للمنتجين السينمائيين من منحة مالية لتأمين مشاركتها في المهرجان حتى تكون المشاركة بما يليق بتونسالجديدة. أرقام هذا اللقاء ذكر فيه الوزير أيضا انه لابد من العمل على فصل الثقافة عن السياسة وتحييد دور الثقافة عن الاحزاب السياسية التي ليس من حقها استغلال دور الثقافة التي يجب أن تبقى مستقلة وبعيدة عن أي توظيف سياسي حتى ننمي الحياة الديمقراطية وذكر الوزير أنه أدخل تعديلات على ميزانية الوزارة وتصرف في بعض أبوابها بما يضمن مزيدا من النجاعة والمردودية وأشار الى أن الوزارة ستخصص 600 ألف دينار للنشاط الثقافي في الجهات وهناك مشروع قدمه السينمائيون ب400 ألف دينار لتهيئة دور الثقافة حتى تكون قادرة على احتضان العروض السينمائية. وفي سياق الحديث عن التصرف المالي قال ان بعض المهرجانات تجاوزت الميزانيات المخصصة لها بقدر كبير مثل مهرجان قرطاج الدولي الذي تجاوز ميزانيته بمليار و200 ألف دينار وأيام قرطاج السينمائية التي تجاوزت ميزانيتها ب300 ألف دينار وأيام قرطاج الموسيقية التي تجاوزت الميزانية المخصصة لها ب120 ألف دينار وتساءل في هذا السياق عن تخصيص مليار للمسرح الوطني واعتبر هذه الميزانية ضخمة وغير مبررة وكان من الأفضل توزيعها على هياكل الانتاج الأخرى لتنمية المسرح التونسي.