في الدورة الفائتة لمهرجان كان السينمائي الدولي سألت المخرج التونسي مختار العجيمي الذي كان يتردد يوميا على جناح «صندوق الجنوب» وهو مؤسسة فرنسية تدعم انتاج «سينما الجنوب» (سينما البلدان النامية) عن هدفه من حضور المهرجان، فأجاب مازحا «جئنا نطلب صدقة». وكان المخرج في الحقيقة يبحث عن مصادر دعم أو تمويل لشريطه «باب العرش» الذي صور منذ أشهر في تونس وهو الآن في مرحلة التركيب (المونتاج) واستكمال باقي المراحل المخبرية. وفي الواقع يتردد على مهرجان كان سنويا عشرات المخرجين التونسيين والعرب والافارقة ومن العالم النامي عموما بهدف البحث عن مصادر لتمويل ودعم مشاريعهم السينمائية. سينمائيون بلا سينما وفي هذه الدورة مثلا من مهرجان كان التي انطلقت فعالياتها يوم الاربعاء الماضي سافر من تونس لحضور المهرجان عديد السينمائيين نذكر منهم المخرجة كلثوم برناز صاحبة فيلم «الكسوة الخيط الضائع» والمخرج منصف ذويب الذي يستعد لتصوير فيلمه «التلفزة جات» والمنتجين أحمد بهاء الدين عطية ونجيب عياد. والاكيد ان هناك أسماء أخرى قد لا تغيب بدورها عن فعاليات هذه الدورة مثل المخرج الطيب الوحيشي والمخرج رشيد فرشيو والمنتج حسن دلدول والمخرجة نادية الفاني صاحبة فيلم «بدوين هاكر» والمخرج فريد بوغدير.. وقد حضر هؤلاء كلهم فعاليات الدورة الفائتة من المهرجان. البحث عن مصادر الدعم والواضح ان حضور أغلب هؤلاء فعاليات الدورة الجارية هو لغاية تحصيل مصادر دعم أجنبية لمشاريعهم السينمائية خصوصا وان السينما التونسية غائبة عن المهرجان هذا العام ومنذ ثلاث أو أربع سنوات تقريبا.. فالمخرجة كلثوم برناز التي حصلت على دعم من وزارة الثقافة عن مشروعها الجديد مازالت بصدد البحث عن مصادر تمويل أخرى قد تعثر عليها في المهرجان.. وربما ينسحب الامر كذلك المخرج فريد بوغدير الذي مازال بدوره يبحث عن مصادر تمويل أخرى لمشروعه «حمام الانف» ونادية الفاني التي بدأت تحضر لمشروع جديد بعد «بدوين هاكر». تحضير للدورة القادمة أما بقية الاسماء المذكورة فلها أهداف أخرى من حضور المهرجان لعل أهما محاولة الترتيب منذ الآن للمشاركة في الدورة القادمة.. وهنا نذكر مختار العجيمي ومنصف ذويب.. وحتى الآخرون ممن يبحثون عن مصادر دعم أجنبية فإن تحصيل الدعم يمكن ان يوفر لهم حظوظ المشاركة في أحد أقسام الدورة القادمة من المهرجان خصوصا وان هذا النوع من الدعم او الانتاج المشترك مع فرنسا أعطى أكله في السنوات الاخيرة من حيث قبول الترشحات للمهرجان... وهنا نشير بالمناسبة الى ان الفيلمين العربيين او «المصريين» اللذين وافقت ادارة مهرجان كان على ادراجهما ضمن أقسامها هما من انتاج مشترك مع فرنسا. ففيلم يوسف شاهين «اسكندرية نيويورك» الذي تم قبوله لتظاهرة «نظرة ما» هو انتاج مشترك مصري فرنسي. وفيلم «باب الشمس» للمخرج المصري يسري نصرالله الذي تم قبول عرضه خارج المسابقة فهو انتاج فرنسي مغربي. وعموما يبدو حضور السينمائيين التونسيين في ظل غياب السينما هذا العام في مهرجان كان لغايات «دعمية» بحتة حتى لا نقول لغاية «التسوّل» على طريقة المخرج مختار العجيمي.